جزيرة أم المرادم
تعتبر جزيرة أم المرادم الكويتية، من الجزر الهامة في الخليج، وذلك ليس فقط لغناها باللؤلؤ أو لكونها أيضا موقعا جاذبا للسياحة نظرا لوجود أعداد من الطيور النادرة فيها، وإنما لاهتمام الدولة بها إذ عملت على افتتاح منفذ بحري فيها عام ألفين وثمانية ميلادي، وذلك ما يسمح للقادمين للدولة أو المغادرين منها المرور عبر مياه هذه الجزيرة الإقليمية.
الموقع والمساحة
تقع جزيرة أم المرادم في القارة الآسيوية، وهي إحدى الجزر التابعة لدولة الكويت، والواقعة على الخليج العربي، وتحديدا في أقصى الطرف الجنوبي على الحدود البحرية بين كل من الكويت والمملكة العربية السعودية، يفصلها عن رأس الأرض خمسة عشر ميلا، وعن منطقة القليعة حوالي واحد وعشرين ميلا، أما عن رأس الزور فيفصلها حوالي ثلاثة عشر ميلا، ويبلغ طول هذه الجزيرة حوالي كيلو ونصف المتر، أما عرضها فإن يبلغ حوالي خمسمئة وأربعين مترا.
أصل التسمية
رجحت في أصل تسمية أم المرادم بهذا الاسم روايتان، فالأولى تحكي بأن التسمية تعود لكثرة الصخور التي تتواجد فيها، حيث يطلق السكان الكويتيون على الصخرة ذات الحجم الكبير تسمية مردم ويكون جمعها مرادم، ونتيجة لكثرة الصخور ذات الأحجام الكبيرة فيها، فإنها سميت بأم المرادم أي أم الصخور الكبيرة، أما الرواية الأخرى، فإنها تحكي عن وجود طيور الربيع عليها والتي من بينها هنالك طائر المردم، وبسبب وجود أعداد كثيرة منه على أرض هذه الجزيرة فقد سميت أم المرادم.
الطبيعة والحياة
إن شكل جزيرة أم المرادم بيضوي، وتتمتع بشواطئ منخفضة إلا أنها عميقة الأمر الذي يسهل رسو السفن والمراكب الكبيرة في شواطئها، وتتمتع شواطئ هذه الجزيرة الشمالية وأيضا الشمالية الشرقية، بالصخور ذات الأحجام الكبيرة، وفيها أنواع متعددة من النباتات البرية التي تتصف بالندرة، وتكسو النباتات أراضيها خلال فصل الربيع، لتعطيها حلة خضراء جميلة، وفيها بعض الأماكن التي تصلح تربتها للزراعة.
تكثر في هذه الجزيرة الطيور المختلفة، إلا أن أشهرها هو طائر النورس الذي يعشش فيها ضمن مجموعات كبيرة، وأيضا طائر البشروش، وطبعا طائر الفلامنجو النادر، إضافة إلى وجود أنواع مختلفة من الزواحف والتي تعتبر السحالي الأرضية أشهرها وأكثرها انتشارا.
اللؤلؤ في أم المرادم
ارتاد الإنسان منذ القدم هذه الجزيرة، وذلك إثر تعرفه على اللؤلؤ في بحرها، ولذلك فقد اتجهت السفن الخاصة بالغوص للرسو في سواحلها، ويذكر بأنه في عام ألف وتسعمئة وثلاثة وأربعين للميلاد عثرت سفينة غوص على كميات كبيرة من اللؤلؤ، ويذكر بأن تجار اللؤلؤ كانوا يترددون على هذه الجزيرة وذلك بهدف عقد صفقاتهم في بيع اللؤلؤ وشرائه.
الجدير بالذكر أن الحكومة في دولة الكويت قامت بمنح امتياز لشركة أمين أويل الأمريكية من أجل التنقيب في هذ الجزيرة عن النفط، وكان ذلك في عام ألف وتسعمئة وتسعة أربعين ميلادي، وأيضا منحت الدولة الحق في التنقيب عن النفط لشركة الزيت العربية اليابانية المحدودة، وكان ذلك في عام ألف وتسعمئة وثمانية وخمسين للميلاد.