مقدمة
اصطفى الله سبحانه وتعالى خيرة عباده وجعلهم أنبياء ورسل يحملون رسالة الإسلام لينشروها في بقاه الأرض، ويعم الخير والحق ويذهب الشر والباطل، وأحد هؤلاء الأنبياء هو النبي يوسف عليه السلام، والذي يعرف باجمل وافضل الأنبياء أو اجمل وافضل إنسان على وجه هذه الأرض، فمن منا لا يعرف أو لم يقرأ سورة يوسف التي ابتدأت بحلم وانتهت بتحقيقه، أو من منا لم يشاهد قصة حياته على شكل مسلسل تلفزيوني ولم يحزن عندما قام إخوته بإلقائه في البئر، فمن هو يوسف عليه السلام وكيف كانت حياته وأين دفن؟
يوسف عليه السلام
هو يوسف بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم عليهم السلام، أمه راحيل وله أخ من أمه ويدعى بنيامين، وله عشرة إخوة من أبيه وزوجات أبيه، وقد ذكر اسم يوسف عليه السلام 26 مرة في القرآن الكريم في ثلاث سور وهي (يوسف، وغافر، والأنعام)، فقد قال سبحانه وتعالى: "ووهبنا له?? إسحـ?ق ويعقوب ? كلا هدينا ? ونوحا هدينا من قبل ? ومن ذريته? داو?د وسليمـ?ن وأيوب ويوسف وموسى? وهـ?رون ? وكذ?لك نجزى ?لمحسنين" سورة الأنعام ????.
حياة سيدنا يوسف عليه السلام
كان يوسف عليه السلام وأخوه بنيامين من أحب الأولاد لسيدنا يعقوب عليه السلام، وقد عرف عن يوسف عليه السلام جماله فوق الطبيعي، حتى أن نساء القصر وصفنه بأنه ليس بشرا. وكان ليوسف رؤيا مشهورة، وهي بأنه رأى في منامه أن أحد عشر كوكبا والشمس والقمر ساجدين له، وأخبر والده يعقوب عليه السلام برؤياه، فطلب منه ألا يخبر بها أحدا وبخاصة إخوته؛ فقد يدبروا له مكيدة بسبب غيرتهم منه، فسيدنا يعقوب حينها كان ذو بصيرة واسعة بأن ابنه يوسف سيكون ذو شأن عظيم في البلاد.
أضمر إخوة يوسف ليوسف العداء وقرروا التخلص منه، طلبوا من أبيهم أن يأخذوه يلعب معهم ووعدوه بأن يحافظوا عليه ويحموه من أي شر، وافق أبيهم مع إصرارهم المتزايد فقام إخوته بالغدر به وإلقاءه في البئر، واحضروا قميصه بدم كذب لأبيه حتى يصدق بأن الذئب أكله، حزن يعقوب حزنا شديدا على ولده يوسف وبكى من شدة الحزن واحتسب أمره عند الله، إلا أن حياة يوسف مليئة بالأحداث فقد أخذته قافلة من البئر، ثم عمل خادما في قصر وراودته إمرأة الملك فرفض وتم سجنه، وكان له بصيرة في تفسير الأحلام؛ مما جعل له شأن عظيم في مصر.
قبر سيدنا يوسف
عندما توفي دفن سيدنا يوسف عليه السلام في مصر ومن ثم نقله سيدنا موسى مع أصحابه الى مدينة نابلس في فلسطين بناء على وصية من سيدنا يوسف عليه السلام.