التكافل الاجتماعي
الدين الإسلامي دين شامل ومتكامل لجميع جوانب الحياة، فهو لم يترك مسالة أو قضية إلا ووجد لها حلا، من أجل التسهيل والتيسير على الناس، فهناك الكثير من الأشخاص الذين يستطيعون سد احتياجاتهم، ففرض الإسلام الزكاة، والصدقات، والكفارات كحلول لمشكلة الفقراء، والمساكين، والمحتاجين، والحد من ظواهر الفقر، والتسول، المنتشرة في الكثير من المجتمعات التي لا تطبق القواعد الإسلامية الصحيحة.
إطعام المساكين
جعل الإسلام إطعام المساكين والفقراء والمحتاجين واجب على كل مسلم قادر، فيجب على الأغنياء إخراج جزء من أموالهم لإخوانهم الفقراء والمساكين، فالله سبحانه وتعالى جعل للمساكين والفقراء حق في بيت مال المسلمين، فعند تطبيق المسلمين لهذا الواجب الذي فرض عليهم يصبح المجتمع الإسلامي مجتمعا متماسكا ومتعاونا، ويسود أفراده الرحمة والرأفة والعطف على بعضهم البعض، وبالتي يزدهر المجتمع الإسلامي ويتطور بمساهمة أفراده.
أهمية وفائدة إطعام المساكين
لأهمية وفائدة إطعام المساكين البالغة جعل الإسلام إطعام المساكين كفارة وفدية، لكثير من الذنوب التي يقوم بها المسلمين، ككفارة حلف اليمين، وحلف النذر، وكفارة مخالفة الحاج لتركه أي ركن من أركان الحج، وأيضا جعل إطعام المساكين كفارة لذنوب عظيمة يقوم بها المسلم كالقتل العمد.
مقدار إطعام المساكين
- مقدار إطعام المسكين يعادل سبعمائة غرام، من الطعام المتوفر في البلد الذي يعيش فيه، وهو يعادل صاعا من طعام هذا البلد، أو إطعامه وجبة كفيلة بتحقيق إشباعه ومن حالات وجوب إطعام المسكين:
- كل بلد يكون فيها الصاع مختلف عن البلد الأخرى، فيقوم المسلم بإخراج السكر والأرز وغيرها من الأطعمة التي تؤدي إلى إشباع المسكين، ففي حالة لم يقم المسلم بشراء قوت الطعام، فيجوز له إخراج قيمة الطعام مبلغا من المال، حيث يقوم بتقدير الوجبة وإخراج المبلغ المطلوب مقابلها، فالمبالغ المادية والنقدية مثلها مثل القوت، فهي كفارة للمسلم عن ذنوبه وحق للفقراء والمساكين.
عندما يقوم المسلم بعمل هذا الواجب على أكمل وجه، يكافأ برضا الله سبحانه وتعالى، ويجزى بالأجر الثواب يوم القيامة ويضاعف الله تعالى له الحسنات، ويبارك الله تعالى له في ماله وذريته، ويتحقق التكافل والتكامل الاجتماعي بين جميع أفراد المجتمع، وانتشار التعاون والمحبة والألفة بين جميع الناس، والحد من البغضاء والعداوة.