الصوم من أركان الإسلام وهو عبادة عظيمة فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده في وقت محدد من كل عام هجري، وذلك يكون في شهر رمضان المبارك، والصوم في اللغة هو الإمساك عن شيء؛ أي الإمتناع عنه وتركه، والصوم في رمضان يكون بالإمتناع عن الأكل والشرب وكل ما يدخل الجوف وعن شهوة الفرج، ويكون الصوم في نهار أيام شهر رمضان المبارك من الفجر وحتى الغروب، وهذه هي الفترة التي يجب على المسلم فيها الإمساك عن كل ما ذكر.
الدين الإسلامي دين رحمة وليس دين تشدد ولا تعنت، فقد أباح الله سبحانه وتعالى للصائم بعض الرخص التي يمكن له استعمالها ليفطر في نهار رمضان، ومن هذه الرخص كما جاء في قوله تعالى في كتابه العزيز (فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون). في هذه الآية الكريمة؛ أباح الله للمسافر أن يفطر، ولكنه لم يأمره به، بل إنها من الأمور المستحبة له أن يفطر، وهي رخصة من الهس سبحانه وتعالى، وقد فضل العلماء أن يفطر المسافر لأنها صدقة من الله على عبده فيجب قبولها. ولكن هذا لا يعني أن الصوم لا يجوز في السفر، فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعب على الصائم المسافر. ولكن الفطر يكون واجبا في السفر إن وجد مشقة في الصوم، فهنا لا يجوز له أن يصوم، بل تكون معصية له إن صام، وذلك كما جاء في حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام في غزوة الفتح؛ أن المجاهدين شق عليهم، فأخذ بماء وشرب بعد العصر، فقيل له إنه بعض الناس قد صاموا، فقال (أولئك العصاة، أولئك العصاة). فقرن الرسول صلى الله عليه وسلم الصوم مع المشقة بالمعصية، حيث أن هناك رخصة من الله يمكن استعمالها، والله سبحانه وتعالى يحب أن يأخذ عبده برخصه كما أخذ بنواهيه وعزائمه كتعرف ما هو مذكور في الحديث الشريف.
إقرأ أيضا : شعر عن السفر
قد يعتقد البعض أن الصيام في السفر مستحب أكثر لما فيه من تعب، ولكن العكس هو الصحيح، فالله سبحانه وتعالى لا يرضى بهذا الأمر، فهو المشرع لهذه الفريضة وهو الأخبر بعباده، فإن كان قد أوجد استثناءا لهذه الفريضة؛ فمن الأولى على العبد أن يأخذ به، فالدين يسر وليس عسر. ويجب على المسافر الذي أفطر في نهار شهر رمضان القضاء ولا تجب عليه أي كفارة من أي نوع، ولكن يجب التنويه إلى أن القضاء يجب أن يتم قبل دخول شهر رمضان التالي، فإن دخل ولم يقض ما عليه؛ فتجب عليه كفارة بالإضافة إلى قضاء اليوم أو الأيام التي أفطرها سابقا، وتكون الكفارة إطعام مسكين عن كل يوم أفطره ولم يقضه قبل دخول شهر رمضان التالي.
