مكانة الأم
تقترن كلمة الأم على الدوام بالعطاء غير المحدود والحنان والعطف والتضحية، وعلى صدرها وفي أحضانها تنتهي المتاعب والهموم، وقد قال الكاتب الإنجليزي شكسبير في هذا السياق "لا توجد في العالم وسادة أنعم من حضن الأم، ولا وردة اجمل وافضل من ثغرها"، وإن للأم دور شديد الأهمية وفائدة في الحياة، فهي أساس وجود الأبناء وجهة رعايتهم الأولى، وهي المربية، وقد وصفت على لسان قدماء بأنها صانعة الرجال أو مصنع الرجال، فإذا كانت صالحة بشخصيتها وحكمتها صلح كل المجتمع الذي تقوم هي ببنائه.
هي التي تهتم بأطفالها وتسهر من أجلهم، وهي الصاحبة التي ترافقهم طوال فترات حياتها وحياتهم بلا تذمر، وهي التي تقوم سلوكياتهم ومعها يعرفون التمييز الأول بن الخطأ والصواب، ويتعلمون مهارات حياتهم الأولى من مشي وأكل ونطق، وتتميز الأم بعظم مكانتها في القلوب لرقة أسلوبها ونعومة طباعها وقدرتها عى الحوار والتفاعل مع أبنائها، فلا تلجأ لعقابهم على الفور، بل تناقشهم وتجادلهم وتحنو عليهم.
عيد الأم
يعتبر عيد الأم مظهرا من مظاهر الاحتفال بالأمومة وغيرها من نساء الأرض، ويقال بأنه عيد غربي وهو أمريكي الابتكار على وجه الخصوص، وقد ظهر في أوائل عشرينيات هذا القرن، حيث أنشات امرأة أمريكية تدعى آنا جارفيس في عام 1912 جمعية سمتها بالجمعية الدولية لعيد الأم، وقد كان الهدف منها تقدير الأمهات عبر العالم والإشادة بأفضالهن وتميز أدوراهن في الحياة، واستخدم بعدها مصطلح "عيد الأم" من قبل ودرو ويلسون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ومن قبل الكونغرس أيضا، ويختلف تاريخه من دولة لأخرى، فمن الدول من تحتفل به في شهر أيار وأخرى تحتفل به في نيسان، ويتم الاحتفال به في الحادي والعشرين من شهر آذار كل عام في مختلف دول العالم.
مظاهر الاحتفال بعيد الأم
يقوم الناس في غالبية دول العالم في الحادي والعشرين من شهر آذار كل عام بالتوجه لأمهاتهم بالهدايا والمعايدات والاتصالات الهاتفية وبطاقات المعايدة، وفي بعض البلدان فإن أزهار القرنفل تعد الرمز الرئيسي لحلول عيد الأم وأنسب هدية له، وفي الدول العربية والمسلمة على وجه الخصوص فإن للأم مكانة مميزة حتى بعد أن يتزوج الأبناء، فلا يتركونها وحدها ويظلون بالقرب منها نظرا لأن تعاليم الأديان في العموم أوصت برعاية الأم، على عكس ما يحدث في الغرب فهم قد يهملون الأم والأب نظرا لسرعة إيقاع حياتهم وطرق ووسائل تربيتهم وبرودة مشاعرهم في بعض الاحيان، وفي حالات كثيرة يوضع الأهل في مأوى للعجزة، وبالتالي يكون تذكرهم يوما واحدا في السنة هو أمر معقول وقابل للاحتمال.