مقالة عن الوطن

مقالة عن الوطن

الوطن

الوطن، ملجأ القلب والروح، والملاذ الآمن الذي يضم أبناءه ويصون كرامتهم وعزتهم، ويمنعهم من ذل التشرد والحاجة؛ فالوطن أكبر من مجرد المساكن والبيوت والشوارع، بل هو الأهل والجيران والخلان، وهو المكان الذي تسكن إليه النفس، وترتاح وتهدأ، وهو أولى الأماكن بالحب والحنين، فحب الوطن بالفطرة، وليس تصنعا ولا تمثيلا.


لأن الوطن أكبر من كل شيء، فحمايته واجب على جميع أبنائه، فهو أغلى من الروح والدماء والأبناء، لأن الإنسان لا يستطيع العيش دون وطن يحفظ له كرامته وهيبته، ويقيه من الهوان والضياع، حتى أن حب الوطن ممتد من الإيمان بالله تعالى، وقد أوصى الله سبحانه وتعالى ورسوله بالذود عن الحمى، والوقوف في وجه كل من يحاول النيل منه، وتخريبه، وإيقاع الدمار فيه، وجعل جزاء من يموت في سبيل الوطن، جنة عرضها السماوات والأرض.

إقرأ أيضا : طريقة حب الوطن


على مر التاريخ، كان حب الوطن هو الأساس، فكم من دول فقدت الآلاف من أبنائها دفاعا عن الوطن، وكم من الممالك قامت وتطورت بفعل سواعد رجاله ونسائها؛ لأن الوضع الطبيعي في الحياة أن يكون للإنسان وطن ينتمي إليه، يعيش فيه بعزة، ويموت ويدفن في ترابه، فتراب الوطن ليس كتراب الغربة، وسماء الوطن أكثر رحابة من سماء البلاد الغريبة.


من واجب جميع الآباء والمربين، أن ينشؤوا جيلا يحب الوطن، وينتمي إليه، ويستميت بالدفاع عنه، فبناء الوطن وعمارته يكون بأشكال كثيرة، بالعلم والعمل، والدراسة؛ فالطبيب يخدم وطنه، والمهندس والجندي والحارس والشرطي ومثلما تفعل الأمهات أيضا، ورجال الدين، والقضاة والمحامين، وحتى عمال النظافة، والصانعين، والطهاة، والمزارعين؛ هؤلاء جميعهم جزء لا يتجزأ من الوطن، ولا يقوم إلا بهم، وبسواعدهم، وتكاتفهم، وحرصهم على إتقان أعمالهم لوضع الوطن في الصف الأول في كل شيء، فالأوطان المحظوظة، تلك التي يحرص أبناؤها على تنمية جميع الميادين فيها، من صناعة، وتجارة، وتعليم، وصحة، وسياسة، واقتصاد؛ لأن رفعة الوطن تعني رفعتهم.


ربما لم يذكر الشعر والأدب مفردة مثلما ذكر الوطن، ففيه تحلو الأغنيات، وله تتزين الكلمات؛ فالفخر بالوطن يزيد الإنسان رفعة، ويرفع شأنه؛ لأن الانتماء يعني الوفاء والإخلاص، ومن لا يخلص لوطنه، فلن يخلص لأي شيء، ومن لم يكن خيره لوطنه فلا خير فيه، وكما قال الشاعر " لا شيء يعدل الوطن "، فطوبى لكل مخلص، وطوبى لكل العيون الساهرة على الحدود لتحرس الوطن، وطوبى لكل القابضين على جمر الحرية، ليرفعوا الرايات، والبنيان، ويحلقون في سماء الوطن، آمنين مطمئنين، وعيونهم تقر بالنصر والرفعة والكرامة، وليحيا الوطن.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل