العظمة هي لله وحده سبحانه وتعالى عما يصفون، أما الإنسان فهو يطمح إلى مجرد الوصول إلى درجة من التفوق على أقرانه من بني البشر بتحقيق النجاح الباهر والتميز، وهناك العديد من الأفراد الذين أثروا في مجرى الحياة البشرية بإسهاماتهم وإضافاتهم في مجالات العلوم والمعرفة بشتى جوانبها، إلى جانب الملايين ممن كافحوا لكي يوفروا لأولادهم وأسرهم حياة كريمة تكفيهم الضائقة والعوز، وكانوا بذلك يضربون أروع الأمثلة في التضحية والمثابرة، إن قصص النجاح الباهرة لأشخاص صعدوا إلى قمة مجالاتهم ومجتمعاتهم من القاع تغري أي شخص بأن يتمثل بمثل هؤلاء الأشخاص، وهناك صفات محددة يمكن الحديث عنها عندما نتحدث عن الرغبة في التقدم الباهر.
نجاح الإنسان
هناك صفات محددة وضعها خبراء التنمية البشرية حول العالم يمكن بتمسك الشخص بها أن يصعد إلى قمة الهرم في مجاله، وأن يحوز النجاح الذي يجعل منه مثالاً يحتذى به للأجيال الجديدة، وتلك الصفات هي: امتلاك المبدأ، والإرادة، والرؤية، والهدف.
- امتلاك المبدأ: المبدأ يمثل جهاز التوجيه الذي يساعد الإنسان على السير في طريقه الصحيح دون الوقوع في الأخطاء والمشاكل وعيوب التي يمكن أن تفقده حلمه وطموحه، وهو الذي يقوي العزم على الاستمرار والمواصلة بثبات مهما كانت المغريات من أجل تحقيق الحلم حتى مع وجود سقطات في الطريق، يجب أن يكون المبدأ إيجابياً وأن يتمثله الإنسان في حياته بشكل عام مثل المواجهة وعدم الخوف والقدرة على النجاح.
- الإرادة: وهي مدى تمثل الإنسان للمبدأ الذي اقتنع به ورغبته في العمل على تحقيقه، فالمبدأ ثابت والإرادة هي التي تجعل من المبدأ حقيقة عندما تتجلى في الرغبة في تحقيق النجاح في أحد المجالات العلمية أو التجارية أو تنمية المهارات الذاتية والفنية.
- الرؤية: وهي القدرة على جعل تمثل الحلم والإحاطة بجميع جوانبه والطريق إلى تحقيقه، فالشخص الذي يرغب في إنشاء شركة تجارية أو مؤسسة خدمية، يجب أن يمتلك رؤية العمل بشكل عام وتصوراً لطريقة سير الشركة، ويجب أن تكون تلك الرؤية والحلم أحد الدوافع التي يعمل من أجلها بكل جهد، وامتلاك الرؤية يتحقق عن طريق المعرفة وتنمية المهارات العلمية والخبرات العملية.
- الهدف: وهو الأمر الملموس الذي يسعى إليه الشخص في النهاية، هناك العديد من الأشخاص الذين يضعون هدفاً نهائياً بعيد المدى يعملون من أجل الوصول إليه، ولكن قبله يضعون أهدافاً صغيرة ومتوسطة المدى تقربهم من هدفهم أكثر فأكثر، فلا يحيدون عن الطريق ويسيرون من نجاح لنجاح بإرادة أقوى وقدرة أكبر على التطور، يجب أن تكون الأهداف في النهاية قابلة للتحقيق حتى لا يضيع الإنسان وقته في السعي وراء سراب.
