جدول المحتويات
الإيجابيّة
تعتبر الإيجابية منهجاً من مناهج الحياة، وطريقة من طرق ووسائل التفكير المميزة التي تنهض بالإنسان والمجتمع، والتي تعمر بها البلدان، وتتحقق بها النهضة، والإيجابيّة هي تلك الروح التي تدخل في عقول الأفراد فتجعل منهم أشخاصاً آخرين، وهي التي ستساعد حتماً على العمل، والبناء، والتطوير دون كلل أو ملل، ودون توقف، مع مواجهة للتحديات الموجودة القائمة دون تقاذف التّهم.
يعرف الشخص الإيجابي على أنه ذلك الشخص الذي يمكنه أن يحدد هدفه الذي يسعى خلفه، حيث يشرع في تحديد خطة له والعمل عليها دون كلل أو ملل، فالإيجابي يبذل الغالي والنفيس في سبيل الوصول إلى أهدافه التي وضعها لنفسه، وبمقدوره أن يتحدى الصعاب وأن يعمل على تحسين ظروف حياته، ومساعدة المجتمع على النهوض بنفسه.
كيف تصبح وتكون إيجابياً؟
- يجب على الإنسان أن يهتم بنفسه جيداً، وأن يسعى وراء طموحاته وأحلامه، وأن يظلّ التفاؤل حليفاً له مهما ضاقت به الأحوال، وذلك من خلال التخلّص قدر الإمكان من أي فكرة سلبية قد تمرّ على ذهنه وتفكيره، ولهذا فإنّ الشخص الإيجابيّ هو ذلك الشخص الذي يستطيع وبرغم ظروفه الصعبة أن يكمل مسيرته في الحياة، وأن يظل محتفظاً بالأفكار الإيجابية التي لا تدع مجالاً لأي فكرة سلبية بالتقدم، ومن هنا فإنّ هذا الشخص شخص متميّز في المجتمع حتماً، بل ويكون في العديد من الحالات قائداً، ورياديّاً، ومبادراً يأخذ بيد الضعفاء ليضعهم في صفه ومنزلته.
- يجب أن يتعلّم فنّ التعامل مع المشكّلات، فالعديد من الأفراد يدعون الإيجابيّة وبمجرّد أن تعترضهم مشكلة ما تبدأ سلبيّتهم بالظهور، ويبدأ إلقاء التهم على الآخرين، وتتفاقم المشكلات وتظهر الأزمات، أيضاً الشخص الإيجابي هو ذلك الشخص القادر على تحمّل المسؤولية، وخاصّة مسؤوليّة قراراته التي يتّخذها، كما أنّه شخص يعرف ما حباه الله تعالى له من إمكانيّات.
- يجب أن يعلم الشخص الإيجابي أنّ جمود الفكر سيجعل منه شخصاً سلبياً، فالإنسان يجب أن يغيّر من أفكاره وفقاً للمتغيرات، وأن لا يظل جامداً وفق لمبدأ الآبائية الذي لا يضر ولا ينفع، وهذا لا يعني أبداً أن يغير الإنسان من أخلاقه، وثوابته، فالثوابت والأخلاق لا تعني الأفكار مع أنّها قد تتشابه أحياناً في أعين الآخرين، إلا أنّ من يفرق بينها هو الإنسان نفسه وفقط.
- يجب أن لا يتعالى الشخص الإيجابي على الآخرين، فلو نظرنا إلى مختلف الأشخاص الذين أحدثوا فارقاً هائلاً وكبيراً عبر التاريخ الإنساني لوجدناهم أرفع الناس أخلاقاً، وأحسنهم معشراً، وهذه صفة مشتركة بين كافّة الأشخاص الإيجابيين.