إنّ المدرّب الناجح هو من يملك فنّ الإقناع و ماسك والتلقين، وكم من مدرّب يكون بمثابة معلّم حقيقي، ويجعل من المتلقّي شخصيّة ناجحة كونه تدرّب على يد من كان خبيراً، كما إنّ الكثير من المدرّبين يملكون الكثير من المعلومات والفهم العميق، ولكن تعرف ما هو أكثر أهميّة من مقدار المعرفة هو ما باستطاعته أن يوصل هذه المعلومة بقدر كبير من البساطة والسلاسة، وتشير أولى الطرق وخطوات للمدرب ليكون ناجحاً، على أن يقوم بالتدرّج في إعطاء المعلومات للمتدرّب أو المشارك، فإنّ الانتقال من المعلومة السهلة إلى الصعبة هو تدرّج صحيح، وأيضاً التدرّج من المعلومة المعروفة إلى المعلومة المجهولة له فعل الإفهام.
إن الولوج إلى عمق المواضيع والخوض في غمارها له فعل الإمتاع عند المتلقّي، فالطرح الذي يكون بشكل سطحي يُذهب من متعة المشارك، وأيضاً ينقص التركيز، ويوصي الدارسين لمهارة التدريب على أن يكون التدريب بشكل يعتمد على الخطّة الرأسيّة عوضاً عن الاعتماد المستسهل وهو الأفق، وتعتبر المعلومات التي يمكن للمتدرب أن يتذكّرها بشكل أسرع هي نجاحاً في الإعطاء، ومن ثمّ بعد حفظها بطريقة صحيحة يمكن للمدرب أن يزيد من إعطائه للمعلومات بشكل بطيء، وينصح دائماً بعدم تلقين المتدرب لأكثر من فقرة أو فكرة في الوقت ذاته، وتجنّب عدم الانتقال لأي فكرة أو فقرة جديدة إلاّ بعد التأكد من تمام الاستيعاب.
على المدرّب الناجح أن يعيد من وقت لآخر أفكار ومعانٍ كان قد ذكرها في وقت سابق وذلك من أجل التذكير بها، وأن يحاول من التغييّر في أسلوب التذكير كلما أراد العودة لها، حيث هناك دراسات وتقارير قد حدّدت نسبة ما يُتذكّر من معلومات في ختام شهر التدريب فتبيّن بأنّها 10% من المعلومات فقط تظل في الذاكرة، ولا بدّ من محاولة جعل المتدربين هم الفاعلين الحقيقيّن في جلسة التدريب، وذلك لأجل الوصول إلى المعلومة أو النتيجة المرجوة على لسان المتدرّب لا المدرّب، وبذلك يكون الفهم وصحّة الجلسة قد ادّت الهدف المرجو.
لا بدّ للمدرّب بأنّ يكون حافظاً لأغلب المعلومات التي يريد تلقينها في جلسته، فإنّ القراءة من الورقة وبشكل مستمر قد يجعل السأم يطغى على الجلسة، واعتراف المدرّب بعدم المعرفة حينما يُسأل عن معلومة وهو لا يعرفها، من شأنها دعم الجلسة، إذ يمكن له بأن يجعل هذا السؤال محطّ إجابة وتفكّر من قبل جميع المتدرّبين.
الإثارة والتشويق هي ما تضفي جواً من الحركة والتفاعل وتجعل من المتدرّبين بحالة انجذاب باتّجاه المدرّب مما يسهّل عمليّة تلقي المعلومة وبالتالي نجاح المدرّب في مهمّته، وعلى المدرّب أنّ يبقى على تواصل ومراقبة لملامح المتدرّبين، وجعلهم في حالة تفاعل، لأنّ بعض الأشخاص يتمكّن منهم الشرود، فتضيع بذلك السيطرة على جو الجلسة، ولا بأس للمدرب بأن يدخل بعض القصص والأحاديث التي يهواها الناس، فهي تخلق جواً من التفاعل وإثارة النقاشات المهمّة، بالإضافة إلى ضرورة إجراء المسابقات فيما بين المتدرّبين، ولا بأس أيضاً من تدعيم الجلسة بصورة توضيحية وربّما مقاطع صوتيّة أو فيديو، لما لها من الرسوخ في الذاكرة وسرعة التذكّر.
إنّ المدرب الناجح هو من يسعى بشكل دائم لتطوير ذاته وتدريب نفسه، على أن يكون مدرباً ناجحاً.