ضبط النفس
ثانية واحدة التي تفصل بين قدرتك على تحمل الموقف والتزام الهدوء والسكينة وضبطك لنفسك ومنعها عن فعل أشياء تندم عليها بعد ذلك، فالشخص الذي لا يملك القدرة على ضبط أعصابة يبدأ بإظهار غضبه وتهيجه، فيفعل أشياءً يندم عليها بعد ذلك، فيتمنى لو أنه استطاع في هذه اللحظة لو أنه تحكم بأعصابه ولم يظهر الغضب الذي كان بداخله فالإنسان عندما يظهر غضبه ويغضب قد يجرح من حوله ويضايق الجميع بكلام وأفعال قد تؤذي من حوله فيبدأ من حوله يبتعدون عنه كي يقوا أنفسهم من غضب هذا الشخص وأكثر ما يبعد الناس عن هذه الشخصية أن صاحبها يتصف دائماً بالمزاج السيء ولا يعرف كيف يتعامل مع من حوله، وعدم ضبطه لأعصابه تضعه في مشاكل وعيوب عديدة قد تتعدى حدود الكلام والشتم إلى الضرب والعنف، فكيف أصبح شخص هادئ الأعصاب؟
كيف تصبح وتكون هادئ الأعصاب
هناك بعض الطرق وخطوات التي عليك اتباعها لتصبح شخص هادئ الأعصاب تستطيع التحكم بالمواقف التي تحدث معك ومنها:
التفكير الإيجابي
أكثر ما يجعل الإنسان يزداد غضباً وتظهر عليه العصبية هو التفكير السلبي الناتج عن الجهل الفكري فعليك دائماً أن تتحلى بالتفكير المتعمق الأكثر إيجابية وأكثر واقعية ولا يتمتع بهذه الصفة إلى الذي يكون لديه خبرة ومعرفة عالية بالأمور لذلك اسع دائماً للاستزادة في العلم والمعرفة واجعل شعارك أن الحياة مدرسة سنتعلم فيها الكثير وفي كل موقف هناك خبرة وحكمة جديدة ستتعلمها وأهم ما ستتعلمه في الحياة أن لا شيء يستحق أن تغضب لأجله فإياك وتعكير مزاجك لما هى اسباب تافهة ومواقف زائلة وأشخاص عديمي الفائدة، فأن تنعم بمزاج احسن وأفضل هو ما يجب فعله، وحل المشكلات التي قد تواجهك تحتاج منك قليل من الصبر وستستطيع مواجهتها بطريقة سهلة وبسيطه وبسيطة.
الابتعاد عن الأشياء التي تثير أعصابك
في الحياة العديد من الأشياء التي تثير أعصابنا سواء أماكن أو أشخاص أو مواقف قد تحدث أمامنا لذلك عليك أن تحرص دائماً على أن تتلاشى من جوار هذه الأشياء وتبتعد عنها كي لا تتفاعل معها فتغضب وتندم بعد ذلك، فالكثير من الأشخاص تختلف معهم في الآراء ولا تتحمل الجلوس والنقاش معهم فبدل من أن يحتد النقاش والاشكال بينكم يمكنك ترك المكان بذلك ترتاح من مواجهة لن تزيد حالتك النفسية إلا سوء وتعكير لمزاجك، فكن الاحسن وأفضل واترك الساحة، فهناك الكثير من الناس يحاولون استفزازك ويتمتعون في رؤيتك منزعج.
التزام الصمت
في الكثير من الأحيان يكون شعار إذا كان الكلام من ذهب فالسكوت من فضة هو الأفضل، فالصمت عند العصبية يساعد في تهدئة أعصابك ويقلل من حدة توترك وغضبك فعليك أن تلتزم الصمت حتى لا تتفوه بأشياء تندم عليها بعد ذلك فرغم أن العصبية وإخراج ما بداخلك من مشاعر سلبية قد يريحك إلا أنه قد يجعلك تأنب ضميرك لما قد يخرج منك من أفعال فالإنسان عندما بغضب لا يدرك ما الذي يفعله فهذا يجعل الناس تبتعد عنه، فحاول أن تأخذ أنفاس عميقة شهيق وزفير ذلك سيساعدك في امتصاص شدة الغضب، وإذا شعرت أن غضبك قد فاق الحد يمكنك كما قلنا ترك المكان أو شغل نفسك بفعل شيء آخر وذلك كي تنفذ الطاقة التي بداخلك فيه فهذا سيساعدك أيضاً في تهدئة أعصابك.
ممارسة الرياضة
ممارسة ألعاب الرياضة واليوجا وكذلك المشي يساعدك في الانتهاء والتخلص من الطاقة السلبية التي بداخلك، ويجعلك شخص أكثر هدوء فالشخص إذا غضب تتجمع طاقة كبيرة بين قبضة يديه، ويرتفع صوته بقدر مضاعف عن صوته في الحالات العادية، ودون وعي قد يضع هذه الطاقة في افتعال المشاجرات فبدل من ذلك عليك اخماد النار التي بداخلك بممارسة الرياضة، وكل هذا لمصلحتك.
عدم التسرع
أي التمهل في اتخاذ القرار الذي تريد فعله، فعندما تتمهل في اتخاذ القرارات تستطيع التفكير في جميع الاحتمالات التي يمكنك فعلها فتطلع على السلبيات والإيجابيات التي قد تحدث إذا تصرفت بالشكل الفلاني، وتختار دائماً القرار الذي يحتوي على إيجابيات أكبر وكما نعلم أن العصبية سلبياتها تطغى على فوائدها هذا إن وجدت، وعليك بالصبر وكما نعلم فالصبر مفتاح الفرج، والصبر مفتاح السعادة والرضا بما كتبه الله فلما الغضب وهذه الحياة لا شيء فيها له قيمة، فعليك بالصبر عند الشدائد وعدم الفرط في المشاعر والانفعالات التي تخرجها فلا تكون متأثر من أبسط الأمور ويجب أن تدرب نفسك على مواجهة المشكلات بصدر رحب، وثقتك أنك قادر لعلى مواجهة هذه المشاكل وعيوب بإرادتك القوية وعزيمتك التي لا يهزها شيء.
الفضفضة
التحدث عن الهموم التي بداخلك حتى لا تتراكم وتجعلك شخص هزيل ينهزم بسرعة، وعلى الأغلب سنقوم لا يوجد شخص جدير بالثقة لنعبر له عن مشاكلنا، وهذا قد يكون صحيح لذلك عليك اللجوء لطرق ووسائل أخرى للتعبير عن مشاعرك كالرسم أو كتابة مذكراتك وملاحظاتك على ورقة جرب هذه الطريقة ولن تندم أبداً.
معرفة سلبيات العصبية
عندما تتعرف على مساوئ والأضرار التي قد تعود عليك بسبب سلوك معين، تستطيع الاقلاع عنه وما أكثرها من سلبيات وأضرار تعود عليك عند عصابيتك وأهمها إهدار طاقتك في فعل أشياء غير مهمة فالعصبية تستهلك طاقة كبيرة من الجسم، فعليك أن تستخدم هذه الطاقة في أمور تفييدك وتُسعدك، فالشخص العصبي حياته أغلبها كئيبة ومليئة بالمشاكل وعيوب التي تنجم بسبب عصابيته الزائدة وهو شخص يبتعد عنه الناس ولا يحبون التقرب منه وذلك خوف من أن تصبهم نوباتك العصبية، وعلى العكس من الشخص الهادئ الذي يفكر قبل أن يتحدث ويعلم جيداً عواقب عدم قدرتك على التحكم بأعصابك فهو شخص يتصف بالاتزان والثقة بالنفس والقدرة على التعامل مع المواقف، ويجتمع الناس فيأنسون معه ويجدون مجال للحوار معه فهو يستمع لآراء الآخرين بصدر رحب فلا يغضب فبهذا يستطيع التأثير ونتائج في الآخرين سهولة، و ثقته بنفسه تجعله قادر على التصرف دون تعصب وذلك لأنه يعلم قدر نفسه ودائماً يسعى لرفع قيمته وشأنه أمام الجميع على العكس من الشخص العصبي الذي يقلل من قيمته أمام الناس فيظهر كأنه شخص ساذج.
عندما أن تشعر أعصابك بدأت في الاثارة عليك أن تبدأ بقول "أنا لست غاضباً، أنا لست غاضباً" فبهذا تستطيع أن تقنع عقلك الباطن بأنك هادئ فيقلل من حدة التهيج الذي بداخلك، كذلك عليك بالاستغفار، وقراءة آيات من القرآن وقراءة آية الكرسي، فالله عزّ وجلّ وضع الطريقة السحرية في كتابه العزيز التي تجعل من يستمع له يطمئن قلبه، فيقول سبحانه وتعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) فاذكر الله دائماً وأبداً، لتفوز بإذن الله بالسلام والسعادة في الدنيا والآخرة.
التحكم بأفكارك
يجب عليك التحكم بالأفكار التي داخل عقلك ومراقبتها بشكل جيد، فأفكار هذه ستترجم بأقرب وقت لسلوكيات ستنعكس بعد ذلك على حركاتك وتصرفاتك، فعندما تجلس مع نفسك وتفكر تكون هذه الأفكار تخزن داخل عقلك الباطن، وعندما تحدث معك المواقف يتحكم اللاوعي في تصرفاتك فتظهر عليك السلوكيات حسب الأفكار التي كانت بداخلك فإذا كانت أفكار سلبية عنيفة ستظهر غضبك بشكل مفرط.