يعدّ القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة مصادر التشريع الرئيسية للدين الإسلامي، فتعهد الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم من أي تحريف أو تبديل فهو كلامه عز وجل والمصدر الأول للتشريع ودستور المسلمين، وهو المعجزة الخالدة الدالة على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صدق نبوته ورسالته، أمّا السنة النبوية الشريفة والمتمثلة في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم من أقوال وأفعال فلم يتعهد الله عز وجل بحفظها وترك حفظها للبشر، ولكنه عز وجل قد يسّر للأمة بعضاً من علماء الأحاديث الذين انتهجوا عدة مناهج من أجل حفظ هذه الأحاديث.
وبما أنّ الله عز وجل لم يحفظ السنة النبوية فنجد من حرفوا الأحاديث ومن قاموا بالكذب باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل الوصول إلى غايات مختلفة كنيل مصالح شخصية أو الاشتهار بين الناس أو النيل من الإسلام والمسلمين عن طريق الكذب بالأحاديث واختلاقهم، لذلك قام علماء الحديث بتصنيف الحديث إلى عدة أقسام بحسب صحته إلى الحديث الصحيح والحسن والضعيف والموضوع وهو أقل الأحاديث صحةً.
إقرأ أيضا : تعريف ومعنى الحديث الحسن
فالحديث الموضوع هو الحديث المكذوب والمنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقوم أحد الأشخاص باختلاقه كذباً وشرّاً ولا يكون له أي صلة بالرسول عليه الصلاة والسلام، فلا يعتبر هذا الحديث ممّا يتم الأخذ به من أجل التشريع أو في اى أمر من أمور الدين، ويقوم العلماء على الدوام بالتدقيق في الأحاديث المختلفة من أجل الرد عليها ومن أبرز هؤلاء العلماء الذين قاموا بالرد على هؤلاء الأحاديث هم البخاري ومسلم رحمهما الله واللذان قاما بجمع الأحاديث الصحيحة في كتابيهما وقاما في خلال بحثهما في الأحاديث برد كثير من الأحاديث بناء على المنهج الذي انتهجوه والذي أيدهم به جميع علماء المسلمين.
وقد اتفق العلماء على أنّه لا يجوز ذكر الأحاديث الموضوعة بتاتاً إلّا لبيان وضعها مع ذكر وضعه، وقد قام العلماء وخاصة في هذا العصر الذي كثر فيه اللغو والخطأ في الأحاديث والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بجمع الأحاديث الموضوعة في مجلدين، ويوجد للحديث الموضوع علامات و دلائل كثيرة إلّا أن من أهم العلامات و دلائل التي استدل بها علماء الحديث على وضع الأحاديث وخاصة أثناء جمع كتب الأحاديث الستة هي النظر إلى أسانيد هذه الأحاديث فمن المهم لقبول الحديث أن يكون الحديث منقولاً عن ثقات وصولاً إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن العلامات و دلائل الأخرى ضعف لغة الحديث وعدم قبوله بتاتاً من ناحية العقل.
