عندما بدأ الدين الإسلامي ، كانت حاجة المسلم للطرق ووسائل التي تمكنه من أداء العبادة بشكلها القويم ، ومساعدته بشكل كامل على أن تكون طاعته لله لا مثيل لها ، فالمسلم في سالف العصر ، كان يحب أن يتقرب لربه بكل الطاعات ، فعندما نزل القرأن على سيدنا محمد ، أمر الله المسلمين فيه بأداء الطاعات والفرائض ، ونهى فيه عن الفحشاء والمنكر والبغي ، فأراد الله أن يجعل للمسلم وردا ليدخل من خلاله الجنه ، فتلاوة القرآن ساعدت المسلمين على اتخاذ الطريق القويم في العبادة ، وجعلته في حال عظيم ، كانت قد غابت عنه طوال فترات حياته ، فجاء الاسلام لينير الطريق ، ويمسح الدموع والأهات ، ويجعل المسلم في طريق الخير والصلاح ، تحت راية الاسلام ، ودعوة المسلمين .
وعندما جاءت الأحكام والفرائض في الذكر الحكيم ، جاءت مقتضبة الذكر ،أي لا شرح لها ، فالقرآن الكريم ذكر الصلاة ولكنه لم يحدد الطرق ووسائل التي سيقوم المسلم بأداء الصلاة فيها ، وحدد فريضة الزكاة ، وجعلها فرضا ًعلى المسلم ، ولكنه لم يحدد قيمتها ، ومقدارها ، ولمن تعطى ، وفي اى الأوقات تصرف ، وذكر فريضة الحج ، ولكنه لم يشرح للمسلم طريقة أداء هذه الفريضة التي لها طرق ووسائل إن لم يتبعها الحاج ، اعتبرت حجته باطلة ، فهذا كله جاء في القرآن الكريم ، ولكنه لم يعطي المعلومات المفيدة للمسلم ، وجاء ذكر النبي صل الله عليه وسلم في الاحاديث النبوية التي ذكرها على صحبته ، وتم تداولها حتى يومنا هذا فتعرف ما هو الحديث .
إقرأ أيضا : علم الحديث
الحديث : هو كل ما صدر عن النبي صل الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير . وهذا هو المعنى المتداول للفظ الحديث ، ومن هنا كان لا بد أن يتم شرح هذا المصطلح ، لتتضح أمامنا الصورة بشكل جلي ، وواضح .
فكل ما صدر عن النبي : أي كل ما ورد عن النبي صل الله عليه وسلم ، وكان هناك شاهد عليه ، سواء من صحبته أو أهل بيته ، والحديث وصل إلينا بالتواتر ، عن طريق توصيله من راو لآخر .
من قول / أي من كل كلمة صدرت عن النبي صل الله عليه وسلم ، فالنبي صل الله عليه وسلم نهى المسلم عن الكذب في حديثه ، فأصبح ذلك أمراً لا بد من أخذه بعين الإعتبار .
أو فعل / وهو كل ما صدر عن النبي صل الله عليه وسلم ، ورأه صحبته وأهل بيته من أفعال ، كالوضوء ، والحج ، وأداء الصلاة ، وعدد الركعات في كل صلاة .
ولا تنسى ايضا الاطلاع على : من أول من دون الحديث
أو تقرير / هو كل ما صدر عن أحد من المسلمين في حضرة النبي ، ولم يعقب النبي عليه بنفي أو بايجاب ، هذا هو المصطلح الحقيقي والمعنى الوافي لكلمة الحديث .
