تعتبر مصر أحد البلاد العربة المشهورة على المستوى العالمي بعرقتها والتي تتجذّر أصولها في عمق التاريخ الإنساني، فكانت مصر علماً على الحضارة منذ نشأة الحضارة الإنسانية ومنذ خلق الإنسان، فمرت عليها العديد من الحضارات المختلفة وتعددت فيها الشعوب من الفراعنة والدولة البطلمية والعصر الروماني والعصر الإسلامي، وتوجد في مصر العديد من المدن الشهيرة والتي تتمتع كلٌّ منها بالعديد من الحضارة وتروي كلّ منها تاريخاً كبيراً جداً، أمّا القاهرة فهي أهم مدن مصر وعاصمتها أيضاً والتي يبلغ عدد سكانها ما يقارب الثماني ملايين نسمة، وإحدى مسمياتها أيضاً هي مدينة الألف مئذنة وذلك لكثرة عدد المساجد فيها.
وتذم القاهرة ثلاث مدن تعاقب عليها التاريخ، إذ إنّ المدينة الأولى هي مدينة الفسطاط والتي قام عمرو بن العاص بتأسيسها بعد أن فتح مصر خلال الفتوحات الإسلامية، وتقع بالقرب من حصن بابليون حيث كان النيل عندها في ذلك الوقت ينقسم إلى قسمين، أمّا المدينة الثانية فهي مدينة العسكر التي أسسها صالح بن علي أول ولاة العباسيين في مصر، وكانت في بداية الأمر تستخدم كمقصورة لجند العباسيين ولهذا أطلق عليها اسم العسكر، وأمّا المدينة الثالثة فهي القطائع والتي أسسها أحمد بن طولون لتكون عاصمة الدولة الطولونية بعد ملاحظته أنّ مدينة العسكر والفسطاط قد أضيفتا عليه وعلى جنوده، فأسسها متأثراً ببناء سامراء التي نشأ فيها، ثم وبعد دخول الفاطميين إلى مصر بقيادة جوهر صقل والذي بعثه المعز لدين الله الفاطمي ليقوم بدخول مصر، أنشأ ما عُرف بقاهرة المعز فبنى سوراً حول المدن الثلاث وأنشأ ما يعرف بالقاهرة وبقيت محافظة على هذا الاسم حتى يومنا هذا.
وبعدما دخل الفاطميون على مصر حدثت للقاهرة تطورات عميقة أوصلتها إلى تعرف على ما هى عليه الآن، فقد ظهرت أحياء جديدة فيما بعد عهد صلاح الدين الأيوبي، وبعد تأسيس قاهرة المعز قام جوهر صقلي بإنشاء أحد أهم المساجد في العالم الإسلامي بأسره ألا وهو الجامع الأزهر، حيث وضع حجر أساس هذا الجامع المعو لدين الله وتم بناء هذا الجامع في عام 361هـ فكان أول جامع أنشئ في مدينة القاهرة، وقد سماه الفاطميون بذلك نسبة إلى فاطمة الزهراء وهو أرجح الأقوال، وأصبح هذا الجامع هو أول جامعة تقوم بتدريس المذهب السني والشريعة الإسلامية، وهو ثاني أقدم جامعة قائمة بشكل مستمر في العالم بعد جامعة القرويين، والتي أصبحت فيما بعد جامعة مستقلة بعد الثورة المصرية عام 1952م.