الرُّكن والواجب
تتفاوت أحكام العبادات في الشريعة الإسلامية من درجة لأخرى؛ فبعض هذه الأحكام تكون أساسيةً ولا يجوز بأي حال من الأحوال التساهل بها، والأخرى يُعفى من تركها لعذرٍ مُعيَّن كالنِّسيان أو العجز. سنُبيِّن خلال هذا المقال حُكمين شرعيين مُهمين جداً اختلف الكثيرون في تعريفهما، وهما :الرُّكن والواجب، وسنُبيّن الفرق بينهما استناداً لأقوال بعض العلماء؛ كالشيخ العالم محمد بن محمد المختار الشنقيطي، وغيره.
الفرق بين الرُّكن والواجب
- الرُّكن: هو الفعل الذي تَعود ماهيَّته إلى حقيقةِ الشيء، أي إنّ الشيء يَتوقف وجوده أو عدمه على هذا الرُّكن، وهو ما يجب قضاؤه في حال النِّسيان أو الخطأ.
- الواجب: هو فعل المُكلَّف الذي أمر به الله سبحانه وتعالى على سبيل الإلزام، وهو الذي يُذَمُّ تاركه قصداً؛ حيث إنّه لا يعود إلى حقيقة الشيء، فقد يكون من ذات الشيء وقد يكون مُنفصلاً عن ذات الشيء.
أمثلة على الرُّكن والواجب في عبادة الصلاة
- إن للصلاة أركاناً لا تَصِحُّ الصَّلاة من دونها، ولا عُذر لِتركها في حال النِّسيان أو الخطأ، ويجب على المُصلِّي الإتيان بها وإلا فإنّ صلاته غير صحيحة، كالقيام، وتكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والركوع، والقيام من الركوع والاستواء قائماً، والسجود على سبعة أعظُم، والقيام من السجود، والجلسة بين السَّجدتين، والطمأنينة في كلِّ ركن، والتشهد الأخير، والجلوس له، والتسليم من الصلاة؛ فهذه الأركان إنْ لم يؤدِّها المُصلِّي كما اتَّفق على ذلك العلماء قاطبة الذين استندوا على ذلك بالأدلةِ الصَّحيحة من الكتاب والسُّنَّة، فإنّ هذا التَّرك يُبطل الصلاة إذا كان الترك مُتعمَّداً، أما إذا كان ناسياً فيجب أنْ يعود ويُقيم هذا الرُّكن، ثمَّ يُكمِل صلاته حتى تكون كاملة، وبعد انتهائه من الصلاة يأتي بسجدتي سهوٍ كسجدتي الصلاة.
- الواجبات في الصلاة هي: التكبير لغير الإحرام، وقول سبحان ربِّي العظيم مرةً واحدةً على الأقل أثناء الرّكوع، وقول سمع الله لمن حمده في لحظة القيام من الرّكوع، وهذا للإمام والمنفرد بصلاته، وقول ربنا ولك الحمد للإمام والمنفرد، وقول سبحان ربِّيَ الأعلى مرَّةً واحدةً على الأقل أثناء السجود، وقول ربِّ اغفر لي أثناء الجلوس بين السجدتين، والتشهد الأول، والجلوس للتشهد الأول.