الليل والنهار حكمة إلهية
الليل والنهار ظاهرتان لاحظهما الإنسان منذ بدء الخليقة وتأقلم معهما؛ حيث نام الليل وعمل في النهار والتي هي سنّة الله في الأرض. خُلق الليل للراحة والسكون، وخلق النهار للعمل وتعمير الأرض، وقد ذكر الليل والنهار في القرآن في مواضع عدة. قال تعالى في سورة الزمر: "يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل"، وقال تعالى في سورة الرحمن: "رب المشرقين ورب المغربين"، تبارك الله أحسن الخالقين.
طريقة تعاقب الليل والنهار
اكتشف العلماء مع تطور العلم أنّ الارض تتحرك بطريقتين، الطريقة الأولى أنّها تدور حول الشمس، والطريقة الثانية أنها تدور حول نفسها، وبعد ذلك اكتشفوا أنّ حركة الأرض حول نفسها هي السبب في تعاقب الليل والنهار؛ حيث إنّه أثناء دوران الأرض حول نفسها يتعرّض أحد نصفي الأرض للشمس فتظهر فيه الشمس ويبدأ الشروق والنهار، بينما يبتعد النصف الآخر بعيداً عن الشمس فيحدث فيه الغروب والليل، إلى أن يتبدل النصفان ويتبدل فيهما الشروق والغروب بسبب عملية الدوران المستمر.
إنّ عملية الشروق والغروب، والليل والنهار عملية عكسية في نصفي الأرض، فما أن تظهر الشمس في نصف فإنّها ستكون غربت من النصف الآخر، ولو أنّ الأرض تتوقف عن الدوران فإن الحياة على الأرض ستفنى، حيث إنّ أحد نصفيها سيتعرض للشمس بشكل مستمر وستتعرّض للاحتراق، أمّا النصف الآخر فلن يتعرّض للشمس أبداً وبالتالي ستجمد، وبذلك ستختفي الحياة على كوكب الأرض.
اختلاف الليل والنهار
تختلف المدة الزمنية للنهار والليل من منطقة لأخرى على سطح الأرض، وذلك لأنّ المحور الذي تدور به الأرض حول نفسها محور مائل نسبةً مع المحور الذي تدور به حول الشمس بزاوية تقدر بـ 23.5 درجة، مع العلم أن دورة الأرض حول نفسها تحتاج 24 ساعة بينما دورة الأرض حول الشمس تحتاج إلى عام كامل أي 8760 ساعة.
يظهر هذا الاختلاف بشدّة عند مقارنة الليل والنهار في المناطق الواقعة على خطوط الوسط والمناطق الواقعة عند القطبين؛ حيث إنّ الليل والنهار يتميزان بمعدّل متوسط شبه متساوٍ في المناطق الواقعة على خط الوسط، أمّا عند القطبين فإن الليل والنهار يزيد طولهما بشكل كبير يصل إلى ستة أشهر، أي إنّ الشمس تبقى مشرقة في أحد القطبين لمدّة ستة أشهر كاملة تكون خلالها غائبة عن القطب الآخر ثمّ تتبدّل لتشرق في القطب المُظلم، وتغرب في القطب الذي كان مشرقاً، وتستمر هذه الظاهرة بشكل دائم غير منقطع.