جدول المحتويات
الطاعات
الطاعات هيَ حافظةُ الإيمان والتي تزيدُ منه؛ فالإيمان يزيد وينقص، وهذا من عقيدة أهل السُنّة والجماعة كما أخبرنا بذلك النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام، فهوَ يزيدُ بالطاعات وينقُصُ بالمعاصي والآثام. الطاعات هيَ إثبات محبّة العبد لربّه وإيمانه به؛ لأنَّ الإيمان يجب أن يكون عملاً وليسَ مُجَرّد أقوال كأنَّها دُخانٌ يطيرُ في الهواء، لذا وجبَ أن يكونَ للطاعةِ أثرٌ في إيمانِ العبد وكذلك سبباً في مرضاةِ الله، ولعظيمِ أجرِ الطاعات فإنَّ من الأصل أن يستقيمَ المُسلِمُ عليها ولا يدعها ويكون ذلك بالثبات على طاعةِ الله، وللثبات على الطاعة أمور كثيرة تُعين عليها لعلّنا نُسلّطُ الضوء على بعضٍ منها في هذا المقال.
وسائل الثبات على الطاعة
- إنَّ التوفيق والفلاح بيدِ الله سُبحانهُ وتعالى، وذلكَ حينَ تأخذ بما هى اسباب الخير وتتجنّبَ ما هى اسباب الشر، فاحرص دائماً على أن تسألَ الله الهداية والثبات على طاعته، فالنبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم كان يسألُ الله تعالى أن يُثبّت قلبهُ على الدين كما وردَ في الحديث النبويّ الشريف الذي روتهُ أمُ سلمة رضيَ الله عنها قالت كانَ رسولُ الله صلّى الله عليهِ وسلّم يقول: ((اللهم مقلبَ القلوب، ثبت قلبي على دينك))، قالت: قلت: يا رسول الله، وإنَّ القلوب لتتقلب؟! قال: ((نعم، ما خلق الله من بني آدم من بشر إلا إن قلبه بين إصبعين من أصابع الله، فإن شاء الله عز وجل أقامه، وإن شاء الله أزاغه)).
- الابتعاد عن ما هى اسباب ضعف الإقبال على الطاعة، فلا يفتُر الطائِع إلاّ حينَ يُقاربُ المعصية، وهذا من أعظم ما هى اسباب فُتور الطاعة؛ لذا يجب أن يجعلَ المُسلم بينهُ وبين المُحرّمات والذُنوب حواجزَ ووقايات، فكثير من المعاصي وردَ التحريمُ ليسَ فقط في تركها بل في اجتنابها وهذا أدلّ على ضرورة الخُروج من مُحيط المعصية وما يُقرّب إليها.
- الالتزام بالصحبة الصالحة والبُعد عن أصحاب السوء؛ فالرفيق الطيّب كحامل المسك تجد عندهُ دوماً ما يزيدُ في إيمانك ويثّبتكَ على طاعةِ الله.
- عدم التشدّد في الدين؛ فكثير من المُتشدّدين هلكوا وانقلبوا على وجوههم بعدَ الإيمان، لأنّ الدين لا يُؤخذ إلا برفق وحِكمة، فينبغي أن تلتزم الطاعات ولو كانت قليلة خيراً من التشدّد فيها على غيرِ هُدى.
- التفقّه في الدين يجعلكَ على بيّنةٍ من أمرك، ويجعلكَ على فهمٍ واضح لفضائل الطاعات والعبادات؛ فأنت عندما تعلم الأجور المُترتبة على الطاعة وتعلم طريقة أدائها على الوجه الشرعيّ الصحيح فإنّكَ بلا شكّ ستزداد حرصاً عليها ودواماً على أدائِها.