جراهم بل مخترع الهاتف
هو ألكسندر جراهم بل، مخترعٌ إنجليزي ولد في 3 آذار (مارس) عام 1847م، في منطقة أدنبرة، ودرسَ في لندن، وعمل على تعليم الأشخاص الذين لا يَقدرون على التكلم، أو يواجهون صعوبةً فيه، حتى يتمكّنوا من النطق، وفي عام 1870م قرّر أن يسافر لكندا، ليكمل دراستهُ فيها، وبعد مرور سنة على وجودهِ في كندا سافر إلى أمريكا وطوّر أسلوباً جديداً في تعليم النطق للصم والبُكم، وفي عام 1872م قام بتأسيس مدرسةٍ تعليمية في منطقة بوسطن، والتي تحوّلت لجزءٍ مهم من أجزاء جامعة بوسطن، وفي عام 1882م حصل بل على حق المواطنة في أمريكا.
مراحل مهمة في حياة جراهم بل
توجد مجموعة من المراحل التاريخية المهمة في حياة بل، والتي ساهمت في تغيير الكثير من الأشياء في التاريخ البشري، ومن أهمها اختراعه للهاتف، ولمجموعة من الاختراعات الأخرى.
فكرة اختراع الهاتف
في عام 1874م قرّر جراهم بل أن يعمل على جهاز التلغراف، من أجل تجربة الأصوات التي تنتقل بالاعتماد عليه، وبعد ذلك اهتم بدراسة جهاز الفونوغراف من أجل التعرّف على الموجات الصوتية التي يرسمها، ودراسة تردّداتها، وفي ذلك الوقت كانت أغلب المؤسسات التجارية، وبعض الحكومات الأوروبية تعتمد على جهاز التلغراف كوسيلة لإرسال واستلام الرسائل.
قرّر بل أن يستعين بمخترعين غيره من أجل تطوير فكرة عمل التلغراف؛ فتواصل مع المخترعين أديسون، وجراي حتى يساعدا بل في فكرته الجديدة، والتي تسعى لإرسال أكثر من رسالة عن طريق التلغراف، ولا تعتمد على الموجات الصوتية فقط، بل على الأصوات المسموعة، وتمّ تنفيذ هذه الفكرة كمحاولة لسماع الأصوات، ولكنها كانت بحاجة إلى تطوير أكثر، لذلك في عام 1875م زار جراهم بل وفريق العلماء عالم الفيزياء هنري، من أجل الحصول على نصائح حول الجهاز الذي يعملون على تطويره، حتى يتمكّنوا من تحويل الموجات الصوتية لأصوات مسموعة.
حرص جراهم بل على تحقيق النجاح لاختراعه الجديد، فقام بزيارة عالم الكهرباء والميكانيكا واتسون، ليطلب منه مساعدته في اختراعه، وأجريا مجموعةً من التجارب على جهاز التلغراف من أجل دراسة طريقة تحويل الموجات الصوتية، ومن خلال استخدام مجموعة من أسلاك التوصيل الصوتي تمّت تجربة الاختراع أكثر من مرة، حتى قام واتسون باستخدام سلك واحد، وربط بدايتهُ في قرص معدني، ونهايته في قرص آخر، وذهب إلى غرفة تُجاور الغرفة التي يعمل فيها مع بل، وصار يتحدّث من خلال القرص المعدني، أما بل وضع أذنه على القرص الآخر، وتمكن من سماع صوت واتسون، وعندها تأكد من فكرة أنّ سلكاً واحداً يكفي لانتقال الصوت، وهذا ما ساهم باختراع جهاز الهاتف، والذي يُعدّ من أكثر الاختراعات تأثيراً على البشرية.
جراهم بل وعلم الطيران
بعد أن نجحَ جراهم بل باختراع الهاتف، قرّر أن يهتمّ بدراسة علوم أخرى، فدرسَ علم الطيران حتى تمكّن في عام 1907م من اختراع طائرة ورقية قادرة على الطيران، وهي تحمل شخصاً مثبتاً عليها، وهذا ما ساهم في تطوير فكرة اختراع الطائرة البحرية، والتي صُنّفت في القرن العشرين كأسرع مركبة في العالم.
توفّي جراهم بل في 2 آب (أغسطس) عام 1922م، نتيجةً لمضاعفات مرض السكري، ودُفن في كندا.