رهاب الساح
رهاب الساح هو القلق من أن يجد الشخص نفسه وحيداً في المناطق أو المواقف التي يعتبر الهروب منها صعباً، أو أنّ توفر المساعدة فيها يكون مستحيلاً. يسبّب التعرّض لهذه المناطق قلقاً وخوفاً كبيرين وعلامات و دلائل جسمية مثل زيادة خفقان القلب وتسارعها، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم، ومن العوارض أيضاًَ زيادة التعرق، ورجفة في اليدين والقدمين، وجفاف في الحلق والفم، وعدم القدرة على التنفس، والدوار، والشعور بالغثيان، وفي العادة تصاحبها مخاوف جانبية كالشعور بالموت وعدم السيطرة، ويأتي رهاب الساح على شكل نوبات متعددة من التوتر والخوف خارج البيت.
يمكن أن يكون الخوف قوياً؛ بحيث إنّه يترك المريض متجمداً في مكانه لدقائق، ويمكن أن يجعله يركض إلى أي موقع يشعر فيه بالأمان، مثل بيت صديق، أو شخص قريب، أو حتى إلى منزله هو نفسه، وفي العادة ما يتعرّض الأشخاص المصابون بهذا الصنف من الرهاب لمواقف تشعرهم بالخوف، مثل: التواجد في أماكن واسعة ومفتوحة مثل الأسواق، ومناطق مزدحمة بالناس أو مناطق مغلقة، مثل المصاعد، والمسارح، والمساجد، بالإضافة إلى السفر بواسطة القطارات، أو الباصات، أو القوارب، والقلق من المشي فوق الجسور، وداخل الأنفاق، وفي بعض حالات رهاب الساح الصعبة يظلّ المريض جالساً في البيت، ممّا يؤدّي إلى إعاقة قدراته على القيام بعمله والتفاعل مع العالم المحيط به.
علاج و دواء رهاب الساح
فهم طبيعة المشكلة
أن يفهم المريض طبيعة مرضه وأن يُدرك أنّه لا يدل على الجبن أو ضعف الشخصية، كما أنه لا يدل على قلة الإيمان، لكنه يعتبر من المخاوف التي يكتسبها الإنسان خلال حياته ولا تولد معه.
المبدأ السلوكي
من خلال تعرض الشخص الذي يعاني من المرض للمواقف التي يخاف منها، ويحاول ألا يستجيب لمخاوفه أي لا يهرب أو يختبئ من هذه المواقف، وأن يستعدّ لهذه التجربة باستخدام الخيال أولاً، أي تَخيُّل أحد المواقف المخيفة مثل انقطاع التيار الكهربائي في أحد المولات التجارية، ثم البدء بالتطبيق العملي من خلال الخروج مرتين أو ثلاث مرات على الأقل إلى أحد المناطق المزدحمة برفقة شخص يثق به المريض في البداية، ثم بعد ذلك يجب أن يتركه وحده في ذلك المكان.
العلاج و دواء الدوائي
يمكن للمريض أن يزور الطبيب النفسي ليساعده على ممارسة الاسترخاء، ويمكنه اللجوء في بعض الحالات إلى استعمال الدواء؛ حيث إنّ الدواء يساهم مع العلاج و دواء الاسترخائي على التخلّص من هذه المشكلة في وقت قصير.