أثر مخلفات الأعمال الزراعية على البيئة

يعد التوازن البيئي من أهم العناصر التي تضمن استمرارية حياة الإنسان بشكلٍ طبيعي على الأرض، فأي خللٍ في هذا التوازن قد يؤثِّر بالكائنات الحية مثل النباتات التي يتغذى عليها الحيوانات، أو قد يؤثّر اختلال التوازن البيئي في الحيوانات، والإنسان بدوره يتغذى على هذه الحيوانات وبذلك يتأثر الإنسان بصورةٍ غير مباشرةٍ عندما تتأثر النباتات أو الحيوانات من التلوث البيئي.

قد يؤثِّر هذا الاختلال بالإنسان بشكلٍ مباشرٍ من خلال استنشاق الهواء الملوّث أو وصول المواد الكيميائية الضارّة إليه أو شرب المياه الملوثة بالعناصر الضارة، كما أنّ بعض العناصر الضارة قد تنتقل من الأم الحامل إلى الجنين مما قد يسبب له التشوهات والأضرار الخطيرة. وتعد مخلفات الأعمال الزراعية من الما هى اسباب التي تؤثر بشكلٍ سلبي في البيئة إذا لم يتم التخلص منها بالشكل الصحيح.

• عند رمي العبوات البلاستيكية الناتجة عن الأعمال الزراعية في البحار والأنهار فإن ذلك يؤدي إلى موت الكثير من الأسماك بشكلٍ جماعي نتيجة انسداد خياشيمها بسبب الألياف البلاستيكية الموجودة في هذه العبوات، كما أنّ دفن هذه العبوات في التربة يؤدي إلى تسرّب بعض العناصر الضارة منها إلى التربة وبالتالي تدخل في مكونات النباتات من خلال عملية النمو وتحضير الغذاء في هذا النبات، وعندما يتناول الإنسان هذا النبات فإن هذه المواد الضارة تدخل إلى الجسم.
• تلوث الهواء في حال تم حرق مخلفات الأعمال الزراعية لمحاولة التخلّص منها، فينتج انبعاث الكثير من الغازات السامة التي تتحد مع الهواء وتسبب التلوث له، وعندما يستنشق الإنسان هذا الهواء الملوّث فإنه يصاب بالضرر الكبير، كما قد تتسرّب بعض الغازات السامة من هذه المخلفات عندما تترك أو تدفن في التربة.
• زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري وهي ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض وما له من آثارٍ سلبية على الحياة، فغاز الميثان الذي يتسرّب من هذه المخلفات يدخل إلى النظام البيئي ومع تجمعه مع غيره من الغازات تحدث هذه الظاهرة.
• تلوث مياه الشرب ببقايا المبيدات الحشرية والفطرية عندما تتسرّب إلى آبار الشرب أو آبار المياه الجوفية.
• تتكوّن بعض المخلفات من المواد العضوية القابلة للتحلل وبالتالي فإن الطفيليات والخمائر والفطريات تتغذى عليها مما يسبب التلوث البيئي للمنطقة.

بسبب هذه الأضرار البيئية فقد دعت المنظمات العالمية التي تعنى بالمحافظة على النظام البيئي بإيجاد الطرق ووسائل البديلة لبعض العناصر التي تستخدم في الأعمال الزراعية، ومحاولة تدوير هذه المخلفات للاستفادة بأقصى قدرٍ ممكنٍ منها، وبزيادة الوعي لدى المزارعين بضرر هذه المواد على البيئة وحياة البشرية وطرق ووسائل التخلّص الآمن منها.