يقول الله عز وجل في محكم تنزيله: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)، ومن هنا تبيّن حكم صلاة الجمعة، فهي فرض عين على كلّ الرجال، وثبتت فرضيتها في الكتاب والسنة والإجماع، ولا تسقط بحال، ويجب أداؤها مع جموع المصلين وخلف الإمام في المسجد، فمن المؤلم رؤية البعض يخرج للتنزه في هذا الوقت المبارك.
يُستحب للمسلم أن يغتسل يوم الجمعة، ويتطيّب، ويلبس اجمل وافضل ما عنده من الثياب، ثم يذهب للمسجد في وقت مبكّر لأداء صلاة الجمعة جماعة مع جموع المصلين، ثم يستمع لخطبة الجمعة، وللأسف الكثير يضيّع الخطبة بتأخره وتهاونه، فيفوته الأجر والثواب، والتي هي عبارة عن خطبتين منفصلتين، ثم يصلي ركعتين خلف الإمام، ويتم تأديتها كأيّ صلاة من حيث الأحكام والشروط، ويُسن قراءة سورة الأعلى بعد سورة الفاتحة في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية سورة الغاشية.
المسجد والنساء
صلاة الجماعة في المساجد واجبة على الرجال فقط، ولا تجب الجمعة والجماعة على النساء، ولكن لا يمنع المرأة من حضورها في حال أَذن لها ولي أمرها بذلك، ويكره منعها من الذهاب للمسجد لحضور الجماعة، والاستماع للمواعظ والخطب، وتَعلّم أمور دينها؛ ولكنّ صلاتها في منزلها خير لها، وهو الأفضل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن تصلي المرأة في بيتها خير من أن تصلي في الدار، ولأن تصلي في الدار خير لها من أن تصلي في المسجد) وذلك لأنّ المرأة واجب لها الستر، وشريطة أن لا تخرج من بيتها متبرجة أو متعطرة، لما فيه من فتنة الرجال، إذاً من السنة صلاة المرأة في بيتها.
إذا حضرت المرأة المسجد وشهدت صلاة الجمعة، فهذه الصلاه تكفيها، وليس عليها أداء صلاة الظهر، ولكن إذا صلت في منزلها، وجبت عليها صلاة الظهر أربع ركعات، ولا يجوز أن تؤديها ركعتين فقط كصلاة الجمعة لا بمفردها، ولا ظنّاً منها أنّها تقتدي بالإمام، حتى ولو كان المسجد قريباّ من بيتها، وأخريات يفتحن التلفاز ويصلين وراء الإمام في الحرم، وهذا لا يجوز؛ فإذا سمعت صوت الأذان، فلها مباشرةً أداء صلاة الظهر، ولا يجب عليها الانتظارحتى انتهاء الخطيب من خطبته، أو حتى انتهاء المصلين من أداء صلاة الجمعة، وذلك لعظم فضل أداء الصلاة على وقتها، سواء صلت منفردة، أو مع جماعة من النساء.
