المشكلة الأساسية التي تواجه الكثير من الناس وخصوصاً المراهقين؛ هي مشكلة وقوعهم في حبّ شخصٍ معين؛ وهم لا يعرفون كيف يبوحون له بهذا الحب، فيكون الحب في جوفهم كالنار التي تأكلهم ولا تُبقي منهم شيئاً وهم أحياء بيننا. عند وجود هذه المشكلة لدى أي إنسان؛ لا بد له من أن يسأل نفسه أولاً، هل أنا فِعلاً أُحب هذا الشخص؛ أم أن الموضوع لا يتعدى كونه إعجاباً؟ الإجابة على هذا السؤال يجب أن تكون صادقة من الإنسان لنفسه، فهو لا يكذب على أحدٍ سوى على نفسه، فإن كان متاكداً من أن مشاعره هي مشاعر حبٍّ صادقة؛ فيأتي السؤال الأهم والأصعب، هل تحبني هي؟ لا تكمن المشكلة في طريقة اعتراف الشخص بحبه، بل المشكلة في من يعترف له، فإن كان الطرف الآخر لا يُبادله نفس المشاعر؛ فسيشعر بمذلة ما بعدها مذلة؛ ويكون عالمه قد انتهى لديه عند هذا الحد.
في البداية؛ حاول أن تعرف حقيقة مشاعرها تجاهك، فالفتاة لن تعترف لك بحبها مهما كان عمقه وتملُّكه منها، ولكنها سترسل لك إشارات عليك أن تستخدم ذكاءك لتفهمها، والكلمة الرئيسية هنا هي "الذكاء"، فلا تُسيء فهم إشاراتها؛ ولا تعتقد أن حركة أو كلمة تتفوَّه بها هي إشارة لك؛ ولا تفسِّر حركاتها بأنها إشارة لك وهي ليست كذلك. تابعها وتابع حركاتها وكلامها معك ومع المحيطين بها؛ حتى تعرف طبيعة حركاتها وتستطيع أن تميِّز ما يخصك إذا اختلفت الحركات والإشارات معك. فمثلاً طريقة كلامها، إذا لاحظت بانها تتحدث معك بطريقة مختلفة عن سواك؛ أو انها تحب أن تتحدث معك أنت بالذات، انتبه لطريقة جلوسها، فالفتاة تكون مرتاحة بجلوسها مع من تحب، لاحظ طريقة جلوسها مع صديقاتها وقارنها بطريقة جلوسها معك، انتبه لملابسها؛ فإذا كانت ترتدي شيئاً جميلا ومميزاً في كل مرة تلتقيان بها؛ فهي إشارة منها لك عليك ان تفهمها وتعيها جيداً. التقط الإشارات وأعمِل ذكاءك بها، فإن كان الإستنتاج النهائي أنها تبادلك نفس الشعور؛ فهُنا ستبدأ المرحلة الحاسمة.
ليس سهلاً على الشاب أن يتقدم من فتاة ليعترف لها بحبه، فمهما تحدَّثنا عن هذا الموضوع؛ سنجد أنه لدى المحبين أكثر تعقيداً وأشد صعوبة، فهو يريدها بجانبه ولا يستطيع أن يخسرها، ولا يريد أن يبتعد عنها، يريد أن يخبرها بحقيقة مشاعره ولكنه يخاف من ردة فعلها. يجب أن تعرف شعوري تجاهها؛ ولكنني أخشى إخبارها. حلقة مُفرغة من التفكير والقرارات، لا شيء منها يوصِل إلى حلٍّ سليم للمشكلة، ويكمن النتيجة في قرار أن يخبرها بحبه مهما كلفه هذا الأمر. يجب أن يعرف الشاب الوقت المناسب الذي يمكن أن يخبرها بها عن حقيقة مشاعره، فلا يختار وقتاً تكون فيه الفتاة غاضبة أو تمر بمرحلة مزاجٍ سيئ، بل يجب أن تكون في وضعها الطبيعي من السعادة والراحة النفسية. اختر المكان بعناية، فالمكان الذي يوحي بالرومانسية احسن وأفضل من حديقة عامة لتعترف لحبيبتك عن حقيقة مشاعرك، انتقِ ملابس جيداً في هذا اليوم، حاول ألا تكون مبتذلاً ولا متكلِّفاً، كن طبيعياً. تكلم بهدوء ورورية، لا تتسرَّع ولا تتوقف، لحظات الحب لا تأتي بالحرب ولا بالسكون، بل بطرق وخطوات واثقة متتالية، لا تحاول أن تستعجل الكلمات وعبارات كي تخرج من بين شفتيك، اتركها تجد طريقها بتلقائة. إذا أتممت مهمتك ووجدت أن الفتاة تعيش في صدمة أو حالة من عدم التصديق؛ إياك وأن تستعجلها، كن رقيقاً معها لأنك تحبها، دعها تفكِّر في الأمر كما يحلوا لها، قل لها إنك تعرف خطورة كلامك على مشاعرها؛ وأنك لا تريدها أن تستعجل، دعها تفكر ولا تؤثر على تفكيرها بأي شكلٍ من الأشكال. وربما يكون الجواب حاضِراً منها، فتكون تنتظر منك هذه اللحظة التي تعترف لها بحبك لتنزع آخر قناع و ماسك مقاومة لديها وتبوح لك بحبها.
إذا كان الجواب سلبياً؛ لا تدع هذا الأمر يدمرك أو يُرجعك إلى الوراء في حياتك، فالحب قرار اتفاق بين طرفين، إذا لم يقبل به أحدهما فلن يتم، فامضِ في حياتك ولا تشعر بالمذلة ولا بالإهانة، بل اعرف أنك أخطأت وتعلم من هذا الخطأ؛ حتى لا يتكرر مرة أخرى في المستقبل، فالفشل في محاولة هو تقريب النجاح لمن يَعقِل.