غاية وجود الإنسان على هذه المعمورة عبادة الله عزّ وجل، فجلّ في علاه لم يتركنا في ضياع دون تبيان الطريق لنا، والسبل لعبادته، فأرسل الرسل هادين، مبشّرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتب السماوية، والتي فيها المنهج القويم الهادي للصراط المستقيم، واختصّنا سبحانه وتعالى أن منّ علينا بنبيًنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكتابه العظيم القرآن الكريم، فوجب علينا تعبّد الله عز وجل به، قراءةً وسماعاً وتدبراً، والعمل به وتطبيقه في حياتنا الدنيا، كي نفوز برضا بارينا وبجنته.
إنّ من أعظم النعم وأجلّها أن يختصك المولى جلّ وعلا بحفظ كلامه، فيمتلئ القلب نوراً يضيء الظلمات، فلا شيء أثمن من أن تملأ حياته به، وتجعله شغلك الشاغل، فهو الدليل والأنيس، والنور والشفيع، وقد يرى البعض صعوبةً في حفظه، فيتكاسل ويمتنع عن ذلك، ولكن في الحقيقة من لديه الإخلاص والهمّة العالية، وطلب العون من الله عزّ وجل في حفظ القرآن، كان الله له معيناً ويسّر له ذلك.
حفظ القرآن بطريقة سهلة
تنوّعت الأساليب والطرق ووسائل في حفظ القرآن الكريم بسهولة ودون تكلّف، إلا أنه يحتاج لمدة من الزمن لا غير، فعلى سبيل المثال: قراءة خمس صفحات من القرآن الكريم سواءً من أول سورة فيه، أو من أي سورة تودّ البدء بها، وتكرارها بشكل يومي، مرّتين أو ثلاث مرات، وبعد بضعة أيام ستجد نفسك حافظاً لها عن ظهر قلب، ثم تبدأ بخمس صفحات التي تليها، مع تكرارالعملية ذاتها، وبعدها يجب قراءة عشر صفحات معاً وبنفس الطريقة، لكي يتمّ الربط بين القسمين، ولكنها ستأخذ وقتاً أقل، وبنفس الطريقة تقرأ العشر صفحات التي تليها، وبهذا يكون قد تم حفظ جزء كامل، يجب قراءته يومياً، لكي يثبت حفظه تماماً، وعند الانتهاء منه تتمّ مراجعته عن غيب للتأكد من حفظه، وهكذا يتم التعامل مع باقي الأجزاء، مع تكرار المحفوظ بشكل دائم كي لا يُنسى.
طريقة أخرى
اختر السورة المراد حفظها، واستمع لها بصوت أحد القرّاء المتقنين ولعدة مرات في اليوم الواحد، مع اختيار الوقت المناسب، والمكان الهادئ، وكرّر ذلك لعدة أيام، فستصبح السورة مع التكرار مألوفة، وسهلة الحفظ، وهكذا سورة فسورة، إلى إتمام حفظ القرآن كاملاً، مع ملاحظة أنّه إذا كانت السورة من السور الطوال؛ كسورة البقرة فتتم تجزئتها لعدة أجزاء، ومن ثم الربط بينها، ويجب الانتباه إلى تكرار المحفوظ دائماً.
وممّا يُسهّل الحفظ أيضاً كتابة المحفوظ على الورق غيباً، فهو يساعد على ترسيخه وتثبيته، وكذلك قراءة المحفوظ غيباً على الآخرين.
