الظلم هو من أسوأ الأساليب التي يمكن أن يعامل بها الشخص الآخرين فالشخص بكل تأكيد يظلم نفسه قبل أن يظلم الآخرين ، و ضد حرم الله تعالى على نفسه و على عباده أيضاً و من الأحاديث التي قالها الرسول صلى الله عليه و سلم عن الظلم :
- "اتقوا الظلمَ؛ فإن الظلمَ ظلمات يوم القيامة، واتَّقوا الشحَّ فإن الشحَّ أهلك مَن كان قبلكم، حَملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم". ["صحيح مسلم" (2578)]
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتاب رياض الصالحين في باب النهي عن البخل والشح قال عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة )) اتقوا الظلم بمعنى احذروه، واتخذوا وقاية منه وابتعدوا عنه. والظلم: هو العدوان على الغير، وأعظم الظلم وأشده بالله عز وجلَّ قال الله تعالى: (ِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)(لقمان: 13) ويشمل الظلم ظلم العباد، وهو نوعان: ظلم بترك الواجب لهم، وظلم بالعدوان عليهم بأخذ أو بانتهاك حرماتهم. فمثال الأول ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام في قوله: (( مطل الغني ظلم)) يعني ممانعة الإنسان الذي عليه دين عن الوفاء وهو غني قادرٌ على الوفاء ظلم، وهذا منع ما يجب ؛ لأن الواجب على الإنسان أن يبادر بالوفاء إذا كان له قدرة، ولا يحل له أن يؤخر، فإن أخر الوفاء وهو قادر عليه؛ كان ظالماً والعياذ بالله. والظلم ظلمات يوم القيامة، وكل ساعة أو لحظة تمضي على المماطل فإنه لا يزداد بها إلا إثماً والعياذ بالله، وربما يعسر الله عليه أمره فلا يستطيع الوفاء إما بخلاً وإما إعداماً؛ لأن الله تعالى يقول: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)(الطلاق:4) .
- "الظُّلم ظلمات يوم القيامة". ["صحيح البخاري" (2447)، ومثله في "صحيح مسلم"].
- "ثلاث دعوات مُستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالِد، و دعوة المسافر، ودعوة المظلوم". ["السلسلة الصحيحة" (596)]
- أن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- بعث معاذًا إلى اليمن فقال: "اتَّق دعوة المظلوم؛ فإنَّها ليس بينها وبين الله حجاب". ["صحيح البخاري (2448)]
قوله : ( عن أبي معبد ) اسمه نافذ بفاء ومعجمة مولى ابن عباس المكي ثقة من الرابعة .
قوله : ( بعث معاذا ) بضم الميم أي أرسله أميرا وقاضيا ( اتق دعوة المظلوم ) أي اجتنب دعوة من تظلمه وذلك مستلزم لتجنب سائر أنواع الظلم ، ( فإنها ) أي الشأن ( ليس بينها وبين الله ) أي قبوله لها ( حجاب ) أي مانع بل هي معروضة عليه تعالى ، وقيل هو كناية عن سرعة القبول ، فقال الطيبي رحمه الله : هذا تعليل للاتقاء وتمثيل للدعوة لمن يقصد إلى السلطان متظلما فلا يحجب عنه .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي وابن ماجه ، قوله : ( وفي الباب عن أنس وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو وأبي سعيد ) أما حديث أنس فأخرجه أحمد في مسنده وأبو يعلى ، والضياء المقدسي عنه مرفوعا : اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا فإنه ليس دونها حجاب ، قال المناوي في التيسير : إسناده صحيح ، وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الترمذي في باب دعاء الوالدين وقد تقدم ، وأما حديث عبد الله بن عمرو وحديث أبي [ ص: 132 ] سعيد فلينظر من أخرجه
- قال رجل: يا رسول الله؛ إن فلانة يذكر من كثرة صلاتِها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانَها بلسانها. قال: "هي في النَّار". ["صحيح الترغيب" (2560)]
- وسأل رسول الله -صلى اللهُ عليه وسلَّم- الصحابة: "أتدرون ما المفلس؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهمَ له ولا متاع. فقال: "إنَّ المفلسَ مِن أمتي يأتي يوم القيامةِ بِصلاةٍ وصيامٍ وزكاة، ويأتي قد شتَم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنِيتْ حسناتُه قبل أن يُقضى ما عليه؛ أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طرح في النار"
6183 - حدثنا ( علي بن عبد الله ) حدثنا ( سفيان ) عن ( الزهري ) عن ( سعيد بن المسيب ) عن ( أبي هريرة ) رضي الله عنه قال قال رسول الله ويقولون الكرم إنما الكرم قلب المؤمن ( انظر الحديث 6182 ) مطابقته للترجمة ظاهرة وعلي بن عبد الله المعروف بابن المديني وسفيان هو ابن عيينة والحديث أخرجه مسلم في الأدب أيضا عن عمروالناقد