مما لا شك فيه أنَّ أداء الصلاة على وقتها هو الأمر المحبب والذي يُؤجر عليه المسلم بالحسنات الكثيرة ، ولكن قد تحدُث بعض الظروف القاهرة التي قد تُجبر المسلم على تأخير الصلاة أو قد تفوته فلا يُؤديها في وقتها ، فالمسلم وجب عليه أنّ يقضي الصلاة بمجرد تذكرها فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها ، لا كفارة لها إلا ذلك ، وتلا قوله تعالى(وأقم الصلاة لذكري)" متفق عليه وفي رواية أخرى قال الرسول الكريم: "من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها" قالوا: فأمره صلى الله عليه وسلم بأدائها عند ذكرها ، دليل على أنه لا يجوز تأخيرها. صحيح مسلم
و يعتبر ترك الصلاة أمر خطير جداً إذ أنّها الركن الثاني من أركان الإسلام ، فالصّلاة هي عمود الدين التي أمرنا بأدائها الله تبارك و تعالى و رسوله محمد صلى الله عليه و على آله و سلم ، قال النبي صلى الله عليه و سلم : " بين العبد و بين الكفر ترك الصلاة " و هذا دليل واضح من السنة على وجوب الصلاة ، و قال تبارك و تعالى في كتابه العزيز : " فإن تابوا و أقاموا الصلاة آتو الزكاة فخلوا سبيلهم " .
إذا لم يصلي الشخص فهذا من الكفر و قد يتوب إلى الله تعالى و يؤدي الصلوات فيمحي الله تعالى ذنوبه التي كانت من قبل فالتوبة الصادقة تمحي ما قبلها ، بشرط أن يستمر في آداء الصلاة بإستمرار و في أوقاتها .
و قال النبي صلى الله عليه و سلم : " صل قائماً فإن لم تستع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب " و هذا دليل من السنة النبوية الشريفة أنه لا عذر لتارك الصلاة . وقضاء الصلاة الفائتة يُعتبر أولى من أداء صلاة السنة .
فالأولى بك أن تتوب إلى الله تعالى ، و أن تقضي ما فاتك من صلوات بالترتيب حسب إستطاعتك و أن تقضيها فوراً بقدر المستطاع , و الأولى أن تصلي ما صلاتك الحاضرة في وقتها لأنها صلاة قمت بها في وقتها و برئت بها ذمتك ، فيجب عليك أداء الصلوات الفائتة كاملة وليس فيها أي قصر حتى لو كنت مسافراتً ، وقم بقضاء الجُمَع بعد صلاة الظهر.
فإذا فاتتك خمس صلوات أو أقل فيجب أدائها بالترتيب ، أمّا إذا فاتتك أكثر من عشر صلوات فيجب أداء الصلاة الحاضرة مع صلاة القضاء .