ترقيع الصلاة عند المالكية
و هو ما يكون عند السهو في الصلاة أو عن شيء منها قولاً وعملاً.
فالله تبارك و تعالى كان ينسي نبيه صلى الله عليه و سلم في صلاته ليسنّ لأمته ما يفعلونه في تلك الأحوال.
سجود السهو فيه ست نقاط (محله – حكمه – صفته – العلاقة بين الإمام و المأموم في السهو "اثنتان" – التذكير به)
1- في محل السجود : فإنه يسجد لأى انتقاص من قول أو فعل قبل السلام (و يسمى سجودا قبليا) ، ولأى زيادة بعد السلام (و يسمى حينها سجودا بعديا) ، فإن كان في الصلاة زيادة ونقصان كان سجود السهو قبل السلام.
2- سجود السهو واجب ، و قيل: سنة
3- في صفة السجود : يكبر أول السجدتين قبل السجود و في الرفع منهما (بينهما) ، و في التشهد روايتان أنه يكون أو لايكون.
4- إن سها الإمام سجد، و إن سها المأموم وراء الإمام سهواً واجب فيه السجود لم يسجد ، لأن الإمام يحمل عنه ذلك و لا يحمل عنه نقص ركن من أركانها غير الفاتحة ، بينما يسجد المأموم لسهو إمامه وإن لم يكن ساهيا معه إذا كان قد أدرك ركعة خلفه ، فإن لم يدرك ركعته لم يسجد معه.
5- أما عن المسبوق (الذي تأخر في اللحاق بالإمام فسبقه من صلاته شئ) إن سها بعد سلام الإمام سجد، وأما إن سها إمامه فإن كان قبلياً سجد معه المسبوق ، و إن كان بعديا أخَّره حتى يفرغ من قضاء ما فاته ثم يسجد.
6- من سها يسبح له ، و يجوز في السهو كلام الإمام والمأموم و المراجعة و السؤال لإصلاح الصلاة في المشهور.
موجبات السجود، وهي: إما زيادة، أو نقصان، أو شك:
أ- فأما الزيادة ففيها خمس مسائل:
أ-1- في زيادة الفعل : إن كان كثيراً جداً بطلت الصلاة ، وإن كان يسيراً جداً فمغتفر كابتلاع شيء أو التفاته و لو بكل خده إلا أن يولي ظهره للقبلة (يستدبر القبلة) و تحريك الأصابع لحكة.
وفي الزيادة تعرف ما هو وسط بين القليل والكثير، فإن كان من جنس فعل الصلاة كسجدة و خلافه اعتبر سهوا و سجد له ، أما إن لم يكن من غير جنس الصلاة اغتفر منه ما كان للضرورة و سجد إن كان سهوا ، و أبطل الصلاة إن كان عمدا.
أ-2- في زيادة القول إن كان عمدا فهو مبطل و إن كان سهواً من جنس أقوال الصلاة فيغتفر ، وإن كان من غير جنس الصلاة سجد له.
أ-3- في ما يشبه القول مثل النفخ أو البكاء خشوعا أو الأنين مضطرا أو التبسم أو التنحنح لضرورة و ما شابه ذلك يبطل تعمده ويُسجد لسهوه إلا القهقهة تبطل مطلقاً، والتبسم مغتفر، وقيل: يسجد له بعد السلام لأنه زيادة.
أ-4- ركعة زائدة في الفريضة و فيها يرجع متى ذكر و يسجد بعد السلام ، فإن كان إماماً فمن اتبعه ساهياً أو في شك صحت صلاته ومن لم يتبعه وجلس صحت صلاته.
أ-5- ركعة زائدة في النافلة فإن تذكر قبل الركوع رجع فيها وسجد بعد السلام، وإن تذكر بعد الرفع من الركوع أضاف إلى صلاته ركعة وسلم من أربع وسجد بعد السلام للزيادة.
ب- وأما النقصان منه تعرف ما هو ركن أو سنة أو فضيلة أو هيئة : فإن نقص ركناً عن عمد بطلت الصلاة، وإن كان سهواً أكمله ما لم يفت محله، فإن فات محل النقص من صلاته قضى الركعة بأكملها عدا النية و تكبيرة الإحرام.
وإن نقص سنة مثل السورة بعد الفاتحة إن كان سهوا سجد لها و إن كان عمداً سجد لها أيضاً.
وإن نقص فضيلة كالقنوت وسجود التلاوة، أو هيئة كرفع اليدين طريقة الجلوس وما أشبهه فلا شيء عليه.
ت- و أما الشك فيبني المصلي على تعرف ما هو أقل ، و سجد قبل أو بعد السلام (فيه قولان).