فرض الله عزّ وجل الزكاة على المسلمين لأحكام متعدّدة منها: تزكية نفس المزكّي وتطهيرها من البخل، كما أنّها تعمل على تحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع عندما يخرِج المسلم القادر جزءاً من ماله، ويقدّمه إلى أخيه المسلم الّذي يحتاجه، فيَسعَد به المحتاج، وينشرح صدره من إحساسه بأنّ أخيه المسلم المقتدر ينظر إلى حاجته ويقف إلى جانبه.
زكاة الفطر
من أنواع الزكاة المفروضة هي زكاة الفطر، الّتي تؤدّى في شهر رمضان المبارك، هذا الشهر المليء بالخيرات والطاعات، ويأخذ المسلم خلال هذا الشهر الأجر العظيم لأنّ الله عزّ وجل اختصّ نفسه بإعطاء الأجر للصائم على صومه، وقد فرض الله عزّ وجل زكاة الفطر لتطهير الصائم من اللغو والرفث الّذي صدر عنه في شهر رمضان، وسدّ النقص والتقصير الحاصل فيه، كما أنّها تساعد المحتاجين والفقراء في سدّ جزءٍ من احتياجاتهم.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (( فرض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصّغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدّى قبل خروج الناس إلى الصلاة)).
حكم زكاة الفطر
فرضت زكاة الفطر على كلّ مسلم ومسلمة من جميع الفئات العمريّة، سواء كان عبداً أو حراً بشرط أن يكون قادراً على إخراجها؛ حيث يتوفّر لديه قوته وقوت أهله في يوم العيد وليله، وهي مفروضة على الشخص نفسه، وعلى من يعيلهم إن استطاع، ولكن الأولى أن يخرجها عن نفسه أولاً.
وقت إخراج زكاة الفطر
تجب زكاة الفطر عند غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان، ولكن يجوز إخراجها قبل عيد الفطر بيوم أو يومين؛ عن نافع مولى ابن عمر رضي الله عنهما أنّه قال في صدقة التطوّع: (( وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين))، كما أنّه يجوز إخراجها قبل الذهاب لصلاة العيد، فقد أمر الرّسول محمّد صلى الله عليه وسلم الناس بإخراج الزكاة قبل خروجهم للصلاة، ويجوز تأخير صلاة العيد من أجل إتاحة المزيد من الوقت للنّاس لإخراجها، وتعتبر من أنواع الصدقات في حال تمّ إخراجها بعد دخول العيد.
وحسب الحديث المذكور سابقاً، فإنّ مقدار زكاة الفطر صاع من التمر أو الشعير، وهو ما كان موجوداً لديهم، وكانوا يعتمدون عليه في غذائهم؛ أي إنّ الزكاة تُخرج من متوسّط ما يأكله الشخص بمقدار صاعٍ منه. وتُعطى زكاة الفطر للمساكين في آخر أيّام شهر رمضان المبارك، وقبل العيد بأيّام، وهذا من شأنه أن يساعد المحتاجين ويفرحهم في عيدهم، ويبعدهم عن السؤال في أيّام العيد.