يعيش الإنسان في الدنيا لفترة من الزمن قد تطول أو تقصر باحثاً عن جدوى الحياة و ابتغاء رضا الله للوصول إلى درجة من الأمان في الدنيا و رغبة في الفوز بالجنة و نعيم الآخرة ، و الوقت الذي يعشيه الإنسان يمثل أهم ما في حياته ، فعن طريق الوقت يقوم الإنسان بالعبادة و التعلم و العمل من أجل الحفاظ على استمرار الحياة عن طريق التعامل مع غيره من اليشر و إنجاب ذرية صالحة تسهم في تعمير الأرض .
و استغلال الوقت في الأعمال الجيدة من أهم ما يمكن أن يقوم به الإنسان في الحياة ، و هناك العديد من الطرق ووسائل التي يمكن أن يستغل بها الإنسان الوقت في الوصول إلى ما يصبو إليه ، سواء العبادة التي تحقق السلام و الرضا عن النفس ، أو مساعدة الآخرين و إعمار الأرض ، أو التعلم و المعرفة التي تسعى إليها البشرية منذ القدم و استغلال تلك المعرفة في إفادة الغير .
و من أجل استغلال أمثل للوقت يجب أولاً أن يعرف الإنسان أهدافه الخاصة في الحياة ، و التي تتغير عند الشص الواحد بمرور الزمن ، و لكن يجب الحفاظ على الإلتزام بتحقيق تلك الأهداف من أجل الوصول إلى غيرها و الشعور بالنجاح و ترك أثر في نفوس الآخرين لا يمحى . و من أهم الأشياء التي تساعد على استغلال الوقت تقسيم اليوم إلى عدد ساعات يقوم الشخص بفعل أشياء تهمه في كل عدد محدد من تلك الساعات ، أولها وضع وقت مناسب للنوم لا يسبب إضاعة اليوم و في نفس الوقت لا يكون قصيراً لدرجة تسبب الضرر على جسم الإنسان ، و الإلتزام بوقت العمل أو الدراسة اللذان يتم تحديدهما يومياً بشكل منتظم .
أما أوقات الفراغ و هي الأهم و التي لا يعرف العديد من الأشخاص ماذا يفعلون فيها فيمكن للإنسان أن يستغلها أولاً في زيادة معرفته ، سواء معرفته الدينية أو الثقافية ، و الطريقة الأهم للمعرفة هي القراءة و التي أصبحت سهلة و في متناول الجميع بسبب التكنولوجيا . كذلك ممارسة التمرينات الرياضية التي تزيد من صحة الجسم و تسمح للشخص بأن يقوم بالأشياء المطلوبة منه في أوقات قصيرة و بنشاط و همة أكبر ، بالإضافة إلى صلة الرحم و انشاء العلاقات الاجتماعية من مقابلة الأصدقاء و التعرف على أشياء جديدة يومياً ، و بذلك يمكن تحقيق استغلال أمثل للوقت في المعرفة و تنمية المهارات الشخصية و الاجتماعية .
