كثير من الناس تصيبهم الأحزان والهموم وتثقل كاهلهم أعباء الحياة ، فمنهم من يستسلم لهذه المكدّرات والمنغّصات ويعتبرها نهاية الحياة ونقطة التوقّف ، ومنهم من ينظر إليها على أنّها تجارب مفيدة يتعلّم منها ويكتسب الخبرات.
ويجب على الإنسان أن لا ينزلق في فخّ الشعور السلبيّ وأن يستعيذ بالله من كلّ ما يسببّ هذا الشعور ، فقد كان سيدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم يستعيذ بالله من الهمّ والحزن والكسل.
ويكون الابتعاد عن السلبيّة بأن تبتعد عن أسبابها ، وأن تضبط ألفاظك وعباراتك بأن تكون عبارات وكلمات وعبارات إيجابية مليئة بالسعادة ومشجّعة على النجاح والتفوق ، وأنت بذلك تعزّز الثقة بالنفس لديك ، وتفتح آفاقاً للإنجاز والانطلاق نحو مستقبل مشرق.
وتتخلّص من السلبيّة وتبتعد عنها حين تنتقي أصحاباً ورفاقاً لكَ من ذوي الطاقات الإيجابيّة ، فقد تبيّن أنّ النشاط السلبيّ له طاقة من الممكن أن تنتقل وتتشكّل لدى المتلقّي لهذه الطاقة ، وهنا يكمن دورك في تلافي سماعها أو أن تكون محصّناً بالخير وواثقاً من نفسك فعندها لن تتأثّر وربّما ساهمت في أن تغيّر سلوك الأشخاص السلبيين وكلّ ذلك يعتمد على قوّتك وثقتك بنفسك.
حاول أن تُلازم الابتسامة ولا تدعها تفارق شفتيك ، فهي طاقة تمنحها لنفسك وللآخرين ، فتبسّمك في وجه أخيك صدقة ، ويكون بذلك المجتمع متفائلاً مليئاً بالطاقات التي تقود إلى الخير والإنتاج ويكون بعيداً عن القلق والتشاؤم والاضطراب.
وحتى لا تفكّر بشكل سلبيّ أيضاً ، حاول أن لا تعطي لنفسك خيالاً أكبر وتفكيراً أعمق في أيّ موضوع سلبيّ يجتاح خيالك ، بل اطرده مباشرةً بمجرّد أن يخطر على بالك ، فسرعة طرد الأفكار السلبيّة واستبدالها بأفكار ايجابيّة سبيل سريع إلى التخلّص كليّاُ من هذه الأفكار الهدّامة ، وحاول أنّ تمرّن نفسكَ جيّداً على ذلك .
وللتخلّص من الأفكار السلبيّة عليك أن تبتعد عن العزلة ، وأن تجالس الناس ، وتسمع منهم ، وأن تتحدّث إليهم وأنت مبتسم ، فالإنسان بطبعه كان اجتماعيّ يأنس بغيره ويألف إليهم .
وحتّى تتخلّص من الأفكار السلبيّة عليك أن تقتل الفراغ لديك بالقراءة النافعة المفيدة ، وأن تكثر من سماع القرآن الكريم وتلاوته ، فبذكر الله سبحانه وتعالى وقراءة كتابه العزيز وحديث نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم تتعزّز الإيجابية وتنطلق الروح في عالمها المؤمن الذي يملأ بالراحة والأنس.
وحتّى تتخلّص من الأفكار السلبيّة عليك أن تمارس الرياضة ، وأن تجدَ لكَ عملاً مفيداً تقتل به فراغك وتُحسّ بأنّك كائن منتج ، لأن الإحساس بأنّك فقط مستهلك هو أمرُ في غاية السلبيّة ، والعمل باب من أبواب النشاط والإنتاج والإيجابيّة .