بعد إنتهاء فترة الدراسة في المدرسة أو الجامعة، أو إنقضاء العمل، تبدأ رحلة المعاناة مع الملل، والذي يصيب الجميع، صغارا وكبارا، و يبدأ الجميع في التفكير في الانتهاء والتخلص من الملل ،كل شخص يستطيع أن يشغل وقت فراغه ويتخلص من الملل بالطريقة التي تتناسب معه، ومع البيئة المحيطة به.
يفقد الملل الإحساس بالإرادة والعزيمة، إضافة إلى أنّه يثبط همم الإنسان، ويضعف من شخصيته، فنجد الحميع يحاول الانتهاء والتخلص من الملل بشتى الوسائل والطرق، قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ( ريحوا القلوب ساعة، فإن القلوب اذا كلت عمت )، من أكثر الما هى اسباب التي تؤدي إلى الملل، هي حالات الإحباط والإكتئاب التي تصيب الإنسان من فترة لأخرى، والتي يجب التخلص منها والقضاء عليها.
ومن ما هى اسباب الملل، الروتين اليومي الذي نعيشه، فنجد أنّ حياتنا كل يوم بنفس النمط، لا يوجد بها أي تغيير، لذلك لابد من محاولة كسر الروتين اليومي، الذي من شأنه أن يزرع الملل، إضافة غلى التوتر النفسي الذي يعيشه الإنسان جراء هذا الملل.
لا يعني الملل، أنّه وقت فراغ لا يجد فيه الإنسان ما يشغله ويقوم بعمله، ولكن الملل هو الإستمرار بفعل نفس الشي لفترة طويلة، فنجد بعض الأشخاص الذين لا يملكون وقت فراغ يعانون من الملل، وذلك نتيجة إلى عدم التنويع في الأعمال، للتخلص من الملل في هذه الحالة لا بد من التنويع في الأعمال، كما يجب الترويح عن النفس قليلاً، لا أن يشغل نفسه بالأعمال، يجب أن يعطي الإنسان نفسه الحق في الراحة.
قد يقضي البعض على الملل من خلال القيام بعمل مفيد، يدخل السعادة إلى القلب، ويكسر الملل الذي يعيشه، مثل ممارسة رياضة ما، ككرة القدم، كرة التنس....إلخ، وقد يقوم الإنسان بعمل رحلة الى منطقة ما مع بعض الأصدقاء، ويقضي بضعة أيام في التّرفيه عن النفس والترويح عنها، اما البعض الآخر والذي لا يفضل الخروج من البيت، يستطيع ان يتخلص من الملل عن طريق مشاهدة بعض الأفلام في البيت، أو بإقامة حفلة ودعوة بعض الأصدقاء لتمضية الوقت معاً.
يسيء البعض شغل وقت الفراغ، فيلجأ الى الوسائل التي لا يرضى عنها الله ولا الدين الإسلامي، فيدمن على عادات سيئة تفسد اخلاقه، وأخلاق أصدقائه، فاحسن وأفضل طريقة للتخلص من الملل هي التقرب من الله عز و جل، فمن الاحسن وأفضل أن يلجأ الانسان إلى عبادة الله بالنوافل، أو حفظ القرآن الكريم، والتّحلي بالمبادئ والأخلاق، لأن الملل هو صديق الشيطان الصدوق، وهو طريق الشيطان إلى الإنسان، والذي يجب تجنبه والوقاية منه بشتى الطرق.
