تقع مدينة ( قسنطينة ) في الجمهوريّة الجزائريّة الديمقراطيّة الشّعبيّة، وتعتبر هذه المدينة هي ( عاصمة الشّرق الجزائري )، وتعرف أيضاً محليّاً بمدينة الجسور، وتُعدّ قسنطينة هي من المدن الكبرى في الجمهوريّة نظراً لتعداد سكّانها. تنقسم مدينة قسنطينة من الناحية التضريسيّة، والتي هي ولاية من ولايات الجمهوريّة الجزائريّة، إلى مناطق ثلاث؛ حيث نرى منطقة جبليّة، وتكون الواقعة في القسم الشمالي من البلاد، وهي عبارة عن جبال تمتاز بوعورتها، وهي ممتدّة حتّى الجهة الشماليّة الشرقيّة، حتى تصل لمرتفع يدعى ( جبل وحش )، وضمن هذه المنطقة هنالك مرتفع آخر وهو ذو أهميّة أيضاً بالنسبة للمدينة ويقع في غربها يدعى ( شطابة ).
ونرى أيضاً داخل هذه المدينة منطقة داخليّة، وهي مشكّلة من عدّة أحواض إضافة إلى سلسلة مؤلّفة من عدّة منحدرات، وتشكّل هذه الوديان التي فيها ممرّات داخليّة، وقد تشكّلت هذه الممرات نتيجة لاتّصال كلّ من تل الشمال بالجنوب؛ حيث السهول العليا، وعدد هذه الوديان هو أربعة؛ حيث نرى ( الوادي الأعلى للروميل )، وأيضاً هنالك ( وادي بومرزوق )، وهنالك أيضاً ( الوادي الأدنى للروميل )، وأيضاً (وادي سماندو)، وهذا الأخير هو الممتدّ حتّى وادي الروميل الأدنى .
ونرى أيضاً منطقة جنوبيّة، وما يميّزها عن غيرها هو انتظام تضاريسها، وفي أراضٍ كثيرة منها: ( أراضي رحمون )، وأيضاً ( عين عبيد )، ونرى ( بوّابة السهول العليا)، وهذه الأخيرة هي الممتدّة لتصل إلى الولاية المعروفة باسم أم البواقي الموجودة في عين مليلة. في قسنطينة توجد المدينة القديمة منها، وهي التي قد بنيت على صخور مكوّنة من الكلس ذي القساوة العالية، وهذا الأمر ما جعلها متفرّدة بجمالها وروعة منظرها عن كلّ بلدان العالم؛ إذ لا توجد مدينة قد بنيت على صخور من الكلس أبداً .
وقدّ شيّدت في هذه المدينة جسور عديدة خلال قرون سابقة، ووصل عددها إلى الثمانية، وكان الهدف منها هو أن يتمّ عبور هذه المدينة من ضفّة حتى الوصول للأخرى، إلاّ أنّه قد تحطّم وتهدّم أغلبها، ويعود ذلك لقلة الاهتمام فيها والترميم، ويعود سبب تسميتها باسم ( مدينة الجسور ) لهذا الأمر؛ حيث يُشاهد وادي الرمال في المدينة والجسور تعلوه بارتفاعٍ عالٍ جداً يساوي 200 متراً .
إنّ مساحة الأراضي والتي تعتبر صالحة للزراعة في هذه المدينة تقدّر بـ 57 % من مساحة الأراضي؛ حيث نجد بأنّ ما نسبته 8 % من هذه الأراضي هي أراضٍ غابيّة، وإنّ ولاية قسنطينة تمتاز بغزارة أمطارها، وقد بنت الدولة سداً يسمّى (سد بني هارون)، وهو في ولاية ميلة، وذلك للاستفادة من المياه وعدم هدرها . في مدينة قسنطينة العديد من المعالم الأثريّة، والتي تعود إلى فترات قديمة وبعضها إلى عصور ما قبل التّاريخ؛ حيث نجد مقابر عديدة ونصب للأموات، والأضرحة، إضافة إلى الكهوف الكثيرة، وأيضاً الأبواب القديمة والأقواس .
