هل رأيت أحدهم يضع السُّم لنفسه في الطعام؟ هذا هو الشخص الذي يسمح للقلق بدخول حياته وتهديدها، فالقلق والنجاح لا يجتمعان أبداً، ولكي تستطيع صعود السلم يجب عليك قذف القلق في نهاية السلم وذلك لتنعم بحياة مليئة بالراحة النفسية، وبعيدة عن التوتر، فاليوم سنتعرف طريقة القضاء على القلق والتخلص منه.
ما المقصود بالقلق
المادة المعجمية لكلمة (قَلقَ) في معجم المعاني: الاضْطِرَابُ، الانْزِعَاجُ، عَدَمُ الاسْتِقْرَارِ النَّفْسِيِّ، إحساسٌ بالضِّيق والحرج، وقد يصاحبه بعضُ الألم.
مفهوم وتعريف ومعنى (القلق) عند علماء النفس: هو عبارة عن حالة نفسية داخل الفرد يكون فيها الشخص في صراع مستمرٍ بينه وبين أفكاره الموجودة في اللاوعي، فتظهر هذه الحالة في سلوكيات نفسية وجسمية غير محددة وغير معروفة من انفعالات وتوتر وعدم تركيز.
أعراض القلق
أضرار القلق
هدر للطاقة التي بداخلنا واستخدامها في أفكار سلبية لا فائدة ولا جدوى منها، فعندما تشعر بالقلق تأخذك الأفكار إلى مكان بعيد وقد ينشغل عقلك لساعات طويلة، فتجلس وتعض على أصابعك من كثرة الاندفاع، فأفكارك السلبية تأخذك إلى عالم مليء بالكوارث والأحداث السيئة، وفي نهاية المطاف تنظر حولك فتجد نفسك ما زلت تجلس في مكانك ولم تجني أي فائدة من هذا التفكير، بل ويؤثر على سلوكياتك وتصرفاتك فتنعكس الطاقة الإيجابية إلى سلبية وتصاب بالإحباط والاكتئاب.
ما هى اسباب القلق
جميعنا نعلم ما هى اسباب القلق ونعلم أضراره وسلبياته، إلّا أننا ما زلنا نقلق، وهل يُلدغ المؤمن من الجحر مرتين؟ يعود هذا السبب لأفكار خاطئة شائعة سنتعرف عليها هنا:
- الخطأ الشائع بأن القلق قد يساعدك في إيجاد حلول للأشياء التي تقلقك، وهذه الحفرة يقع بها الكثير لعدم معرفة الفرق بين التفكير والقلق، فالتفكير هو حالة من التمعّن الواعي لإيجاد حلول سريعة لمشكلة ما، أما (القلق) فهو حالة تلازم الشخص بالتفكير في العقل اللاوعي في لا شيء، فالعقل اللاواعي لا يفكر، ولا يحكم إن كانت المعلومات صحيحة أم خاطئة، معقولة أم خرافية، حقيقة أم كاذبة، إنه فقط يخزِّن كالخادم الأمين.
- الشعور بالقلق قد يوهمك بأنّك شخص مسؤول، باعتبار أنك تُشغل أفكارك بشيء، بالرغم من أنك لا تتحمل المسؤولية بشكل فعلي، فهو مجرد شعور في باطنك، أو هو انشغال عقلك بمسؤولية، أما في الحقيقة فأنت لا تتحمل مسؤولية ولا تفكر بشكل منطقي ولا تجد حلول للمشاكل وعيوب التي تواجهك، وما تفعله هو فقط هدر لطاقتك وتراكم للمشاكل.
- الأفكار الخاطئة التي تُراود الفرد بأنه إذا توقع السوء، وشعر بالسوء ناحية هذا الشيء فلن يتفاجأ من النتائج مهما كانت سيئة، فهو قد افترض الأكثر سوءاً.
- الشعور بأن القلق من المستقبل سيجعلك تستقبله بخبرةٍ واستعداد أكبر، لكنه سيزيد العبء على النفس لا أكثر، فهو تفكير خاطئ لأنه يهلك الجهاز العصبي.
أنواع الشخصيات وارتباطها بالقلق
- (الشخصية الخجولة): هي شخصية انطوائية منعزلة عن الناس، بالأغلب تكون قليلة الثقة بالنفس، وهذه الشخصية أكثر ما يقلقها هو طريقة تعاملها مع الناس، وما رأي الناس بشخصيتها، فلا يغيب عن تفكيرها قلقها من كيف تذهب إلى اجتماع معين؟ وتعرف ما هو الحوار الذي قد يحدث بينهم؟ هل شخصيتها ستعجب الناس أم لا؟
- (الشخصية المُحبّة للكمال): هي شخصية يلازمها القلق، مهما كان فيها من مميزات فهي شخصية لها معايير عالية في طموحتها، فلا تقبل بالقليل، ولا تتمتع بالقناعة.
- (الشخصية الوسواسية): هي شخصية يلازمها القلق من خوفها لفقد شيء من ممتلكاتها، ويسيطر على هذه الشخصية التفكير بالكوارث وتوقع السوء.
من الضروري معرفة شخصيتك إلى أي نوع تنتمي، وذلك لتتفادى المخاوف التي تقلقك وتخفض من نسبة قلقك عند معرفتك أن هناك أفراد آخرين من أقران شخصيتك لهم نفس المخاوف.
طريقة علاج و دواء القلق
يتم القضاء على القلق باستخدام طريقتين:
العلاج و دواء بالأدوية
هي أدوية مضادة للاكتئاب، باعتبار أنّ القلق والاكتئاب متلازمان، يلجأ لها المريض عند وجود مضاعفات للقلق.
العلاج و دواء المعرفي
يعتبر العلاج و دواء المعرفي احسن وأفضل من العلاج و دواء بالأدوية، لأنه يقوم بدراسة شخصية الفرد والتعرف على خبايا ومحاولة مساعدة هذا الفرد، والانتهاء والتخلص من القلق بشكل دائم وبطريقة صحيحة لا يوجد لها أي جوانب سلبية.