يسيطر الخوف على مشاعر الكثير منّا في لحظةٍ من لحظات العمر حين يواجه الإنسان موقفاً فيه الكثير من التّحديات أو العقبات، أو عندما يتعرّض الإنسان للكوراث والحروب والظّروف المختلفة التي قد تهدّد مستقبله وحياته، ولا يخلو أحدنا من الشّعور بالخوف في حياته، فكلّ إنسانٍ ينال نصيبه من الخوف، وتكمن المشكلة في أن يتحوّل الخوف إلى حالةٍ مرضيّةٍ تهدّد الإنسان أو تسيطر عليه، وكثيرٌ من الأمراض النّفسيّة تكون من أحدى علامتها الخوف والرّهبة من النّاس، وهذا قد يستدعي العلاج و دواء النّفسي، وتبقى مسألة الوقاية من الخوف بشحن النّفس من أنفع الوسائل في محاربة الخوف، وإنّ هناك عددٌ من الوسائل تعيين المرء على التّخلص من مشاعر الخوف السّلبيّة في حياته نذكر منها :
- أن يعزّز الإنسان نوازع الإيمان بالله تعالى في نفسه، وهذا من أقوى الوسائل وأنفعها لمعالجة الخوف في النّفس، فحين يدرك الإنسان بأنّ له ربّاً يحميه من المخاطر والشّرور فإنّ ذلك يجعله مطمئن البال والنّفس، كما يسهم الإيمان بقضاء الله تعالى وقدره من التّخلص من مشاعر الخوف حين يدرك الإنسان بأن لن يصيبه إلا ما كتبه الله تعالى عليه.
- أن ينظر الإنسان إلى الجوانب الإيجابيّة في حياة النّاس الذين لا يخافون وأن يقتدي بهم فيها، فنحن نرى في تاريخنا وواقعنا الكثير من الشّخصيّات التي ضربت أروع المثل في الشّجاعة والإقدام وعدم الخوف، فقد كان سيّدنا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه لا يضع ترساً واقياً من خلفه ويلام على ذلك فيبيّن بأنّ من أتاه من خلفه فهو جبانٌ غادر وأنّه لا يعرف إلا المواجهة المباشرة مع الأعداء، وقصّة الصّحابي الجليل الذي يأمر النّاس بأن يحملوه ويلقوه داخل حصنٍ استعصى فتحه عليهم، فيقومون بإلقاءه داخل الحصن فيفتح للمسلمين باب الحصن فيدخلوا على الأعداء بفضل الله تعالى ثمّ بفضل صنيعه وشجاعته.
- وإنّ الانتهاء والتخلص من السّلبيّات ومن بينها الخوف يتطلب عزيمةً وإرادةً لذلك، ذلك بأنّ الذي لا يمتلك إرادة للتّخلص من تلك السّلبيّات يبقى الخوف ميسطراً عليه، كما أنّ الإيمان بأنّ الخوف تعرف ما هو إلا عرضٌ من الأعراض يأتي ويذهب شأنه شأن الحزن والهم يساعد الإنسان على التّخلص منه والقضاء عليه.