من من الناس لا يحب أن يرعاه الله برعايته وحفظه، وأن ينال رضوان الله تعالى عليه ؟ من من البشر يكره أن يكون الله هو مبتغاه، يطمح في الوصول إلى ونيل ما كا عنده من خير وبركة ؟ كل هذه الأحلام والطموحات هي أحلام وطموحات مشروعة بل هي واجبة نظراً لضعف الإنسان واحتياجه الدائم إلى قوة رحيمة ترحمه وتهتم لأمره، من هنا كان لا بد على الإنسان أن يتقرب إلى الله تعالى وأن يكون دائماً معه، يرقب أوامره وما يحبه وما يكرهه دائماً في كل خطوة من خطواته التي يسيرها في هذه الحياة الدنيا.
فإن يكون الإنسان مع الله ليس بالأمر السهل، وكذلك ليس بالأمر الصعب، إنما يتطلب فقط وجود إرادة حقيقية واقتناع تامين، بأن الله هو خير معين، وأنه وحده لا إله إلا هو الأجدر بالعبادة، وأن كل ما سواه مخلوق عنده، وأنه إن ذهب الناس من حول الإنسان فإن الله سيبقى معه وسيكون له نعم السند ونعم المعين، كل هذه الأمور يجب أن يضعها الإنسان نصب عينيه عندما يتعامل مع ملك الملوك، رب السماء والأرض، فالله تعالى هو خير للناس وأبقى لهم من أي شئ أو من أي شخص آخر، لأنه جل في علاه خالق الكون ومدبره والأعلم بحاله الخبير بشؤون خلقه وعباده، فهو لا يفعل شيء عبثاً – حاشاه ذلك – إنما كل شيء عن علم بما كان وبما يكون بما سيكون من أحوال الناس والعباد.
يكون الإنسان مع الله باتباعه لأوامره واجتنابه لما نهى عنه من منكرات وما حرمه من معصيات، لأن الله تعالى لم يحرم شيئاً إلا وكان فيه خير كثير لنا، كما أننا نكون مع الله بعمل ما يرضاه، وأن نتخلق بالأخلاق الحسنة والطيبة التي هي صمام أمان لضمان الخير في البشرية كلها، حيث يحب الله تعالى ان لا يصدر عنا إلا كل خير وان نبتعد قدر الإمكان عن القلوب السوداء والأخلاق السيئة والألفظ النابية وأمراض القلوب كالغيرة والحسد والغل والحقد وما إلى ذلك. كما ويكون الإنسان مع الله تعالى عندما يسخر وقته لخدمة البشرية والإضافة إلى هذه الحياة، فهو بهذا يكون قد حقق غاية الله تعالى في خلق الإنسان، إضافة إلى ذلك يتوجب على الإنسان أن يعبد الله تعالى ويكثر من الذكر والدعاء والتسبيح فكل هذه السبل والطرق ووسائل مآلها الأخير القرب من الله تعالى في الدنيا والآخرة.