ما معنى الخشوع

ما معنى الخشوع

إستعمل العرب الفعل خشع بشكل واسع، فهو ذا دلالة على أكثر من معنى، فالفعل خشع يختلف معناه بإختلاف الفاعل المقترن به، فيقول العرب خشع الرجل: أي ذل أو خاف أو خضع أو إستكان، و يقولون خشع الجدار إذا كان آبلا للسقوط، و يقولون خشعت الأرض إذا يبست و أقفرت، و يقولون خشع الصوت إذا إنخفض، و خشع البصر إذا إنكسر و إنخفض نحو الأرض، و يقولون خشعت الشمس إذا كانت في اللحظات الأخيرة قبل الغروب، و كذلك يقولون خشع الورق إذا طال عليه الأمد فاصفر و ذبل، و غير ذلك مما شابهه أو حاكاه.

و قد ورد في المصحف الشريف مشتقّات عديدة من الفعل خشع، فيقول تعالى (إنّهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين)، بمعنى كانوا لنا خاضعين و مستكينين، و ذلك منتهى الإخلاص في العبادة أن يكون الإنسان مظهراً إفتقاره و ذلّه لله تعالى حيث أن الله وحده من بيده كل أمره من مبتداه إلى منتهاه فأنى له أن لا يكون كذلك!! و هذا هو المفهوم وتعريف ومعنى الرئيسي للخشوع في الإسلام؛ أن يكون المسلم منكسرا ذليلا لله مستكينا إليه، فورب السماء و الأرض لا يملك أن ينفعه بشيء في هذا الكون إلا الله، ولا ان يجنبه شر إلا الله، فأنى له أن لا يكون كذلك! بل من غير المقبول عقلا أن لا يكون كذلك!!

و على الرّغم من أنّ هذا هو معنى الخشوع الأصيل المراد في الإسلام إلا أنّ التعبير القرآني إستخدم الفعل خشع بمعانيه اللّغوية الأخرى و من أمثلة ذلك قوله تعالى ( وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي وقال الذين آمنوا إنّ الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إن الظالمين في عذاب مقيم) و هنا خاشعين بمعنى خائفين، و قوله تعالى (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله)و هنا خاشعاً بمعنى خاضعاً، و قوله تعالى (و خشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا) و هنا خشعت بمعنى إنخفضت ، و قوله تعالى ( و من أياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا انزلنا عليها الماء إهتزت و ربت) ، بمعنى مقفرة يابسة.

الخشوع معناه بين العبد و ربّه رائع، و هو لا يعارض البتّة عزّة المؤمن و رفعته و مكانته عند ربّه، فكلمة الذّل وردت في النّص القرآني أنّها بين المؤمنين أنفسهم ، يقول تعالى في وصف المؤمنين أنهم (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين)، فأصل معنى الذّل هو الخفض فالمؤمنون يخفض بعضهم جناحهم لبعض و يفرضون جميعا عزتهم على الكفار و يخفضون جميعاً أجنحتهم لوالديهم و لله تعالى و لرسوله، و يقفول بالذّل بين يدي الله لأن الله وحده المتّصف بالكبرياء المطلقة على عباده.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل