الجمهورية التونسية هي إحدى الدول التي تقع في منطقة شمال أفريقيا، وهي إحدى الدول العربية المنضمة إلى جامعة الدول العربية والتي كان لها دورٌ بارزٌ في السياسات العربية المشتركة والقرارات العربية من خلال مواقفها التمتيزة خاصة في قضية الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين. تونس دولة صغيرة الحجم بالنسبة لجاراتها في منطقة الشمال الأفريقي، حيث تبلغ مساحتها أقل من مائة وأربعة وستين ألف كيلومتر مربع يعيش فيهم حوالي أحد عشر مليون نسمة. يحد تونس من جهة الغرب دولة الجزائر، ومن الجنوب الشرقي دولة ليبيا ومن الشمال والشرق يحدها البحر المتوسط.
الموقع الجغرافي التونسي هو أحد المواقع الأكثر تميزاً على الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، حيث يمتاز الساحل الشمالي لتونس بأنه كثير التعاريج ويحتوي على العديد من الخلجان بما يسمح بوجود الموانئ الطبيعية وإنشاء موانئ حديثة أيضاً، وذلك لأن طبيعة ذلك الساحل صخرية ومرتفعة، بينما تجاوره مياه عميقة تسمح بدخول السفن ورسوها دون مخاطر تذكر. أمّا الساحل الشرقي فهو مثل أغلب السواحل الأفريقية منخفض قليل التعاريج وطبيعته رملية في الأساس، ويوجد في هذا الساحل خلجان واسعة، ويتم استخدام تلك السواحل الشرقية لأغراض السياحة والمصايف.
وتنقسم تونس في جغرافيتها الداخلية إلى مناطق كبرى لكل منها خصائصها التي تميزها عن غيرها في داخل الدولة التونسية، من ناحية الشمال توجد المنطقة المرتفعة الصخرية وامتدادها وتسمى منطقة التل الأعلى. و الوسط التونسي عبارة عن مناطق سهلية تتراوح بين الارتفاع المتوسط والانخفاض وتنتهي عند مناطق الساحل الشرقي ذات الطبيعة المنخفضة. أما الداخل والجنوب التونسي فهو يعد امتداد للصحراء الجزائرية وتغطي المناطق الصحرواية ما يوازي نصف الأراضي الجنوبية التونسية وتوجد في تلك المناطق بعض الواحات القليلة التي تنشأ بجوار آبار المياه الجوفية.
تلك المناطق التونسية المتنوعة أثرت في المناخ التونسي حيث يسود مناخ البحر المتوسط في المناطق الشمالية وتتساقط الأمطار بكميات سنوية أكبر من غيرها في تلك الجهات نظراً لقربها من البحر وارتفاعها عن مستوى سطحه، بالإضافة إلى تخفيف المرتفعات تأثير ونتائج المناخ المتوسطي في فصل الصيف الذي يمتاز بأنه حار جاف في فصل الصيف. وفي وسط تونس فإنّ المناخ شبه جاف تقل فيه نسبة الأمطار عن المناطق الشمالية. أما في الجنوب فإن المناخ الجاف هو السائد بسبب الطبيعة الصحرواية وندرة مياه الأمطار في تلك المناطق، رغم تساقط الأمطار بمعدل سنوي شبه ثابت إلاّ أنّها كميات لا تكفي إلا لإنبات بعض الأعشاب الصحراوية.