تعتبر الزهور والورود أحد أروع الهدايا التي قد يهديها المحب لحبيبه، وقد تهدى على سبيل الصداقة أيضاً. تمتاز الأزهار بروعة ألوانها المختلفة والمتناسقة، كما أنّ لها عبيراً فواحاً يشدّ الناس إليها. من أحد الأزهار التي يحبها الناس "زهرة النرجس"، فتعرف على ما هى زهرة النرجس؟ وتعرف على ما هى الأسطورة المرتبطة بها؟ وتعرف على ما هى فوائدها الطبية؟ وتعرف على ما هى أنواعها المختلفة؟
زهرة النرجس هي زهرة بيضاء أو صفراء اللون قوية الرائحة تشبه رائحة البهارات، تنمو في وسط قارة آسيا ومنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وانتقلت إلى أوروبا بعد الاستعمار. تنمو النرجس لوحدها في المكان، حيث أنها تقتل أي نبات آخر قد ينمو قريبأ منها، وهي تزرع وتنمو في التربة الجافة على عمق 15 سم تحت الأرض وتتكاثر بالبذور، وذلك في الفترة الواقعة ما بين شهر آب حتى شهر تشرين الثاني، وتظهر أزهارها في فصل الشتاء أي من شهر كانون الأول حتى شهر نيسان.
لزهرة النرجس وتسميتها بهذا الاسم أسطورة يونانية معروفة، جعلت من زهرة النرجس رمزاً للغرور والأنانية، لذلك لا يحبّذ أن تهدي هذه الزهرة لأحد لأنها تعكس له هذا المفهوم، واستبدلها بزهرة السوسن التي تدل على صفاء الروح. وأما قصة هذه الزهرة فهي أن شاباً وسيماً اسمه "نرسيس" كان يذهب إلى ضفاف النهر ليرى انعكاس صورته على الماء ويتأمل جماله الذي فتن به وأعجبه. فظن أن صورته امرأة جميلة أغرم بها يوماً بعد يوم، وعندما حاول الوصول إليها غرق في النهر ومات، ونبتت مكانها زهرة النرجس التي نعرفها اليوم، وقد ارتبطت "النرجسية" بعلم النفس لتدل على حبّ الذات والأنانية.
للنرجس استخدامات طبية وفوائد عديدة، فهي مقوية للأعصاب، وخافضة لدرجات الحرارة، وتستخدم كمضادات للتشنجات، كما أنها تساعد في زيادة سرعة التئام الجروح وتخفيفها وإيقاف النزيف، وقد تستخدم أيضاً لعلاج و دواء أمراض مزمنة كالسعال الديكي والصرع ومرض النقرس. كما أنها تفيد في علاج و دواء أمراض الزكام وتقليل البلغم، كما أن مسحوق بذور زهرة النرجس تزيل الكلف والنمش وعلاج و دواء الثعلبة. ويستخدمها العطّارون لاستخراج زيت عطري منها يضفي رائحة جميلة. إلا أنه قد يؤذي الحامل في بعض الحالات ويتسبب بالإجهاض وإسقاط الجنين.
للنرجس أنواع عديدة وكثيرة ولها أكثر من موطن وأصل. ففي العالم العربي هناك أكثر من عشرة أنواع للنرجس، منها: النرجس الأبيض والنرجس الأطلسي وموطنها المغرب العربي، والنرجس الشائع وموطنه المشرق والمغرب العربي، وهناك أيضاً النرجس الرقيق، والنرجس الجلدي، والنرجس الطنجي، والنرجس المتأخر، والنرجس الورقي، وأنواع عديدة أخرى تنبت في الوطن العربي ومنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط خاصة.
أما في أوروبا التي انتقلت لها زراعة زهرة النرجس من خلال الاستعمار، فهناك أنواع عديدة وكثيرة للنرجس تتركز أكثرها في إسبانيا والبرتغال، ومن أشهرها: النرجس الأجرب، والنرجس الأستوري، والنرجس الأسوني، والنرجس الجيري، والنرجس الشاعري، والنرجس العملاق، وأنواع عديدة ومختلفة منه.