جسم الإنسان عالم كبير من الإعجاز ومنظومة متكاملة من الأجهزة والأعضاء التي تعمل بتناغمٍ منتظم، والعلم الحديث أستفاد كثيراً من آلية تكوين وعمل بعض الأجهزة والأعضاء في تطوير أفكار واختراعات تفيد البشرية. ومع هذا فإن بعض الأعضاء يصيبها خلل معين في تركيبتها أو مرض معين يؤدي إلى خلل في عملها أو حجمها أو شكلها الخارجي كضمور بعض الأعضاء أو التقرحات التي تصيب الجلد أو الإلتهابات التي تصيب بعض الأعضاء. والثدي هو مثل أي عضو ينمو في الجسم في مراحل معينة من حياة الفتاة خاصة في فترة البلوغ، وقد ينمو في جهة أسرع من الأخرى وهذا طبيعي جداً. ونتيجةً لذلك قد يكون هناك فرق بين حجم الثديين. والثدي يتكون من الياف عضلية وأنسجة وغدد حليبية، وطبيعة العضلات المكونة له قابلةٌ للتمدد والتقلص مثل بعض الأعضاء بالجسم كالمعدة مثلاً، وهذا يظهر جلياً في فترة الرضاعة عند تجمع الحليب بداخلة ثم تفريغة. ويختلف حجم الثدي ويتأثر في نفس الوقت بعدة عوامل منها المنطقة الجغرافية وطبيعة الجو والوراثة وتعدد مرات الحمل والرضاعة واختلاف النشاط كممارسة رياضات معينة واستخدام بعض المشدات أو الألبسة الضيقة وحمالات الصدر التي تؤدي مع الوقت إلى تصغير الحجم. وتلعب نوع الأنسجة والغدد الحليبية وشكلها دوراً ايضاً بإختلاف الحجم.
إنّ وجود اختلاف في حجم الصدر أمر وارد وطبيعي ولكن غالبا ما يكون هذا الإختلاف بالحجم بسيط وغير بارز. وأختلاف أحد الأعضاء المزدوجة بشكل عام أمر وارد، كالأذنين قد يكون هناك فرق بحجمهما وقد يحصل ضمور في عضلات أحدى اليدين مثلا وهذا أمر طبيعي. ولا داعي للقلق اذا كان الاختلاف بسيط أما اذا كان هناك فرق واضح فإنه يحتمل أمرين أما خلل وظيفي يكمن في نمو جهة أسرع من الأخرى، ولا يمكن الحكم في هذه الحالة حتى اكتمال مرحلة البلوغ، أو يكون السبب بوجود خلل من نوع آخر كمرض وراثي أو ورم. وفي هذه الحالة فإستشارة الطبيب تكون واجبة على كل من تشك بوجود مرض سرطان الثدي لديها حيث أنه منتشر في مناطق مختلفة من العالم. اذا كان الإختلاف بسيط فلا داعي للقلق فهو لا يؤثر على صحة الفتاة أو شكلها أو مستقبلها كأم. اما اذا كان الفرق كبير من غير مرض فغالبا ما تلجأ الفتيات إلى العمليات الجراحية. ويجب الحذر في حالة اللجوء للعمليات الجراحية حيث أن مخاطرها كثيره ومتعددة في كلا الحالتين سواء تكبير أو تصغير الثدي. ويجب أن تتم مراجعة الطبيب وعمل الفحوصات اللازمة حيث أن كل شخص يختلف في أمكانية تقبله للعمليات الجراحية من حيث طبيعة تكوينه الجسدية. في الماضي لم تكن هذه القضايا ذات تأثر كبير في المجتمعات الشرقية ولا يتكلم بها الكثير من الناس، بل من العيب أن يتم ذكرها أو الحديث بها. ولكن مع اختلاط الثقافات أصبحت العمليات التجميلية أمر مقبول في مجتمعاتنا الشرقية رغم أن الكثيرين لديهم بعض التحفظات على مثل هذه الأمور. ومن وجهة نظر شخصية فإن الله سبحانه وتعإلى خلق الإنسان في أحسن تقويم وهو أعلم بحاله وتعرف ما هو في مصلحة العبد ولا داعي إلى اللجوء للعمليات الجراحية التجميلية فلن يأتي أحد بأحسن مما خلق الله.