الهواء هو ذلك الغاز الذي يحمل في ثناياه الكثير من العناصر المهمّة والذي يوجد في كل مكان حولنا، ونتسائل أحياناً بماذا يفيدنا؟وكيف لشيء لا نراه ولا يحمل أي وزن أن يكون بذرة الحياة؟
إنّ الهواء مفيد في عدّة أشياء، لعل أهمّها وأول ما يخطر على بالنا التنفس، فكما نعرف يحتوي الهواء على عنصر الأوكسجين بنسبة 20% وهو العنصر الحيوي الذي تحتاج إليه خلايا جسمنا وخلايا جميع الكائنات الحية الموجودة على سطح الأرض لتعيش عن طريق تنفسه وإخراج ثاني أكسيد الكربون إلى الهواء، وهذه فائدة ثانية للهواء وهي حمل الغازات الناتجة من عمليات الجسم الحيوية (وأهمها ثاني أكسيد الكربون) بدل أن تبقى في جسمنا وتضره.
ورغم الضرر الذي قد يسبّبه ثاني أكسيد الكربون على أجسامنا إلا أنّه في الهواء يصبح عنصر مفيد ضمن نسبته الطبيعية (أقل من 1%) وذلك عندما يستخدمه النبات في عملية البناء الضوئي لصنع الغذاء، ويعني ذلك أن الهواء سبب أساسي في تكوين الغذاء الذي لا يمكننا الحياة بدونه.
ولعنصر الأكسجين الموجود في الهواء كذلك فائدة أخرى، فهو مسؤول عن عملية الاحتراق، فبدون أكسجين لا يوجد نار، ونحن نعلم الأهمية وفائدة العظيمة للنار في حياتنا من استخداماتها في الطبخ والتدفئة وغيرها.
ومن الفوائد العظيمة للهواء كذلك المساعدة في تكوين المطر، فعندما تتبخر المياه من البحار والمحيطات وتتكاثف في طبقات الجو العليا على شكل قطرات صغيرة تحتاج هذه القطرات إلى جزيئات غازية لحملها حتى تتكون الغيوم، وهذه هي وظيفة قطرات الهواء، فلولا الهواء لانتهى تكاثف الغيوم وتوقف المطر عن الهطول!
وساهم الهواء أيضاً في تكاثر النباتات عن طريق نقل حبوب اللقاح لتلقيح نبات آخر، ونقل البذور المتكون فيما بعد لينمو النبات في أرض بعيدة عن منشئه.
كما يعتبر الهواء مادّة موصلة للصوت، ولا يستطيع الفراغ القيام بهذه المهمّة، ولكن ماذا يعني ذلك؟يعني أننا بدون هواء قد لا نستطيع أن نسمع الأصوات، ولا نستطيع أن نتواصل ولا نستطيع أن نحمي أنفسنا من الكثير من المخاطر.في الفضاء مثلاً لا يصل صوت رائد الفضاء إلى زميله إذا تكلم مما يجعل مهمة التواصل صعبة جداً ويحتاج إلى أجهزة لاسلكية خاصة، وهي تكنولوجيا باهضة الثمن لسنا مضطرين إلى استخدامها بحمد الله على وجه الأرض، وذلك بضل وجود الهواء.
ويلعب الهواء دوراً مهماً في حماية كوكبنا والحفاظ عليه، فهو من ناحية يحدد الاشعاع الحراري الواصل للأرض بما يتناسب وحاجتها فلا تزيد درجة حرارة الأرض ولا تنقص مما يعمل على نمو الكائنات الحية عليها، ويحمينا أيضا من الأشعة الخطيرة بأشكالها فلا يصلنا من الشمس سوى الشعاع المفيد الذي يبعث الدفئ في أجسادنا وفي جسد أرضنا الغالية.هذا بالإضافة إلى أنه يحمينا من الضربات الميمتةللشهب والنيازك، فيعمل على احراقها قبل أن تصل إلى سطح الأرض.
وهكذا نرى نعمة الله العظيمة علينا بأن خلق لنا هذا المكون الشفاف عديم الوزن عظيم النفع الذي لولاه لما كنا هنا الآن، فالحمد لله
