تتميّز الأشجار بعمرها الطويل اذا وجدت الظروف الطبيعية الجيدة لتتمكّن من النمو والبقاء لأطول وقت ممكن ، وكلما إزداد عمر الشجرة كلما زاد حجمها وزاد إرتفاعها ، وآحياناً نتسائل ما أطول شجرة في العالم وهذا السؤال نتسائله كلّما رأينا شجرة عالية ومرتفعة جداً فنقول هل من شجرة أطول منها ؟ ، نعم لقد وجد العلماء أطول شجرة في العالم وهي شجرة السيكويا ، وتعتبر هذه الشجرة أطول شجرة في العالم فعندما تراها تتفاجىء وتدهش لإرتفاعها الرّهيب فيبلغ مقداره 112 م كما أنّ عرضها يساوي 35 م ، وتتواجد هذه الشجرة في غابات في أمريكا تدعى غابات كاليفورنيا ، ويتجاوز عمر هذه الشجرة الألف عاماً فهذا النّوع من الأشجار يتميّز بالعمر الطويل كما أن بذورها تأخذ أعواماً حتى تنمو وتكبر وتصبح أشجاراً ، فسبحان الله أبدع في خلقه ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ، كيف تمكّنت هذه الشجرة من الإستمرار بالنّمو والإزدهار .
فلو تتأمّل بإرتفاعها سوف تدهش بطريقة وصول الماء من التّراب الى أعالي هذه الشجرة فتتفتح أوراق هذه الشجرةوتدهش ملايين النّاس ، وكيف تتغذّى ويصل غذائها لها ، وكيف إستمرّت بالنّمو لأكثر من ألف سنة .
تكفّل الله عز وجل بعباده ومخلوقاته و تكفل بغذائهم ، ودليل ذلك قول الله عز وجل : (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [العنكبوت: 60] فالله تكفّل بغذاء هذه الشجرة وغيرها من المخلوقات والأشجار والنباتات الصغيرة وحتى الكبيرة منها ، فسبحان الله أبدع في كل شيء خلقه ، فبقدرة الله يتسلّق الماء بقوة جذب عالية للأوعية النباتية لهذه الشجرة حتى تصل أعالي الشجرة لتستمد غذائها وتكبر وتنمو ، فمن مميّزات الماء أنّه يملك قوة شد أكبر من أي نوع أخر من السوائل وهذا الذي جعله سبباً لحياتنا وحياة الحيوانات وحياة النّباتات ، فالله سخر هذه الخاصيّة في الماء ، ووجود الأوعية النباتيّة ليسهل على الشجرة النّمو والإستمرار في العيش لآلاف السّنوات فالله تكفّل بغذائها ونموها فسبحان الله .
كما أنّ تضاريس هذه الغابة تساعد في إستمرار الأشجار في النمو في بيئتها الرطبة وتعرضعا لأشعة الشمس المباشرة ، فمن أهم عوامل العيش للنبات الرطوبة وأشعّة الشمس ، وهاذان العاملان يتوافران في هذه الغابة ، فعندما تتجول في هذه الغابة تدهش بهذه الشجرة والكثير من الأشجار الأخرى الرائعة والمدهشة .
