وأصل قوّة التفكير أن المخ يفتح ملفّات لكل مؤثر كالغضب والحب والخوف والحزن بما في ذلك الحركات والتعبيرات وكل ما تقوله لنفسك فيشعر الإنسان بجسده يتأثّر بفعل ذلك بسبب الفكرة وهكذا يكون تأثير ونتائج العقل بما يحتوي من فكر على الجسد ويشعر الجسد به ويتصرف وفقاً لذلك الشعور وهذا ما حدا بالعلماء والمفكرين والأطباء منهم على وجه الخصوص إلى الاهتمام بهذه الناحية في استخدام التفكير لعلاج و دواء الكثير من الأمراض التي يستطيع هذا العلم إفادتها وشفائها لما له من قدرة عجيبة على ذلك.
تعريف ومعنى الاستراتيجية العقلية:مجموعة أفكار متتالية محدّدة يربطها الإنسان بزمان ومكان ويدعمها باعتقاد وتوقّع حتى تصبح حقيقة وواقعاً ينتظره بنفس الزمان والمكان.
كيف تفكر لنفسك ولغيرك(1): إنّ التفكير هو قدرة عظيمة ومفيدة يعم خيرها ليس على الفرد وحسب ولكن على من حوله من الآخرين ولكي يستفيد من حولك من أفكارك يجب أن يكون تفكيرك سليماً ، والتفكير السليم هوالتفكير المنطقي الذي يتعامل مع تعرف ما هو حوله وفق نظام مدروساً ومخططاً ومنظماً وهو التفكير الذي يتّصف بجمال النظرة لما حوله من أشياء وموضوعات حيث يدرك الألوان المتجانسة والأنغام المتناسقة وإدراك الحركات الرشيقة والتميّز بين تعرف ما هو متناسق وجذاب وتعرف ما هو غير ذلك. والتفكير السليم أيضاً يتناول الموضوعات المناسبة للمواقف المناسبة ويرتب أولويّات الأشياء حسب أهميتها المهم فالأهم ولأن التفكير يترجم إلى كلمات وعبارات وتصرفات وسلوكيات معينة فإنّها تخرج عن نطاق الشخص وتمتد لمن حوله من الآخرين فإن تربية التفكير هي أساس في جعل مخرجاته والتعبير عنه قويّاً مستقيماً ومؤثراً، وجالباً للثناء على الشخصية وحب النّاس لها.
فقد تخرج الكلمات وعبارات ويصدر السّلوك عبر الشخص بكفاءة تعبيرية عالية لكنّ الأساس واهي ومختل فقد يكون خطيباً ما مفوهاً مرتباً لكلماته منسقاً لتعابيره واثقاً من قدرته ولكن مخزونه الفكري خاوي من المضمون الثقافي وتفكيره لا يعمل على مستوى بلاغته وبيانه. فمن الممكن أن تجد كلام شخص ما رائعاً وقويّاً ، بينما الفكر ضئيلاً ضعيفاً ومتناقضاً يفتقر للملائمة.
ونجد أكبر مثال على ذلك بعض أدباء هذه الأيّام الذين يركزون على قوّة الكلمة المؤثرة والتعبير الأخّاذ دون أساس ثقافي يرتكزون عليه فتبدو وكأنّها مجرّد كلمات وعبارات طنّانة دون وجود حصيلة علميّة موضوعيّة ولو اعتمد على حصيلة علميّة موضوعيّة وكان على معرفة بالجميل وتقدير المناسب فإنه سيرتكز على أرض صلبة تجعل أدبه راسخاً وأصيلاً.
وتربية التفكير عملية بسيطة إذا ما حاولنا تدعيم معرفتنا عن طريق الإلمام بالعلوم المختلفة وما ترتكز عليه من موضوعات ليكون لدينا خلفيّة جيدة وأرضية صلبة نتكّىء عليها بأفكارنا حتى تبقى داعمة ومطوّرة لها.
أمّا التّثقيف الداخلي فإن الكتب الدينيّة والروحية وكتب الديانات الأخرى والكتب النفسية تساعد الفرد على فهم نفسه وفهم الآخرين، وكتب المنطق تشكل ركناً مهماً في تدريب المرء على التفكير السليم والاحسن وأفضل من ذلك الشعور بالمسؤولية تجاه الكلمة المكتوبة حينها نجد أن الكلام مرتكز على فكر وثقافة.
المصادر :
1.حسن البلعاوي /أيقظ قواك الخفية ،دار البيت العتيق للنشر والتوزيع ط1 ،2010-ص49-50 بتصرف