وما أصعب من تغيير النفس ، فهي المحرك للانسان ، الطاغي على عقله المحرك لجوارحهه، المكون لمستقبله ، فكم من شخص حمل بين طيات صدره نفسا زكية طاهرة فكان جزاؤه الخير والسعادة وكم من شخص حمل بين طيات صدره نفسا منغمسة بالذنوب والمعاصي فعوقب بالذنوب والكرب والضيق .
"لماذا تريد أن تغير نفسك" ؟ ، هو السؤال الجوهري الذي يجب أن تطرحه على نفسك بعد القرار بالتغيير ، فباجابتك على هذا السؤال تعرف الما هى اسباب هل هو ضيق وكرب اقتحم قلبك، هل هو رغبة في الوصول الى الكمال وهو ليس من صفات البشر ، لماذا نريد أن نتغير .
صدقني أخي القارئ إن ما تريده من تغيير نفسك هو الراحة ثم الراحة فهو هم لازم قلبك أو ملل ضاق به صدرك فأثقل عليها ، قد تكون في حالة مادية ميسورة ولكنك غير سعيد ، كيف تكتشف السعادة؟، لا تقاس السعادة في وجودك مع الاصدقاء وضحكك معهم وخروجك في النزهات والرحلات، بل لكي تعرف هل أنت سعيد أم لا ؟أغلق باب غرفتك واجلس مع نفسك فإن وجدت الراحة في وحدتك وخلوتك فأنت سعيد راض عن نفسك أما ان وجدت العكس فأنت تحتاج إلى التغيير.
كيف يبدا التغيير ؟، فلنتفق معا أن كل بداية صعبة ، فانتشال النفس من روتين وعادات معينة اعتاد الانسان على فعلها على مر السنين أو الشهور قديشكل عبئا بل تجد نفسك متثاقلا متكاسلا في ذلك.
التزم بالطرق وخطوات التالية :
- أولا اعزم على تغيير العادات السيئة التي اعتدت على فعلها ولتكن هذه العزيمة هي البداية يقول ابن القيم الجوزية وهو عالم مسلم جليل " لو عزم الرجل على ازالة جبل بصدق لأزاله " فالسر في العزيمة القوية الصادقة .
- هون على نفسك بأن ماتفعله من اقلاع عن عاداتك القديمة المحببة لها ، بأنك باقلاعك عنها سوف تصل إلى شاطئ الأمان الذي يضم الكثير من السعادة والراحة ، وفي ذلك دفعة معنويةداخلية بدون الاستعانة بمؤثر خارجي .
- حاول أن تبرمج عقلك على كلمات وعبارات ايجابية مثل " أنا أقدر على ذلك " " سوف أحافظ على الصلاة " وهي عبارات وكلمات وعبارات ايجابيه تعمل على الدخول إلى العقل اللاواعي مع التكرار فتصبح قناعة مطلقة بأنك قادر على ذلك .
- لا تلتفت للمحبطين فهم كثيرين في مجتمع كثرت فيه الأمراض النفسية والطاقات السلبية .
- ابتعد عن الاصدقاء الذين اعتادوا فعل ماتريد الاقلاع عنه سواء كان ذلك مما تشتهيه نفسك أو مما اضطررت لفعله لارضائهم " في هذه المرحلة يجب أن تكون حذرا فكن مثلا أو أيقونة ايجابيه لهم فلا تظهر تغييرك لهم بطريقة سيئة بعدم مكالمتهم وقطعهم نهائيا، استمر في علاقاتك ولكن كن على قدر من المسؤولية وحاول أن تعمل على جذبهم معك بشرح فوائد التغيير لهم ".
في النهاية يجب أن يكون تطبيق هذه الأمور متوازيا ومترافقا مع الدعاء ، فهو سر النجاحات فاستعطافك لرب العباد ووقوفك بين يديه طالبا متضرعا لن يذهب سدى ولكن سوف تجد القوة والطاقة للاستمرار في المراحل المختلفة .