إن أكثر ما يجلب السعادة والسرور للإنسان، هو المال والثراء، فكلنا حتماً، نلعن الفقر ألف مرة، كيف لا وهو سبب البؤس، وضيق العيش، وكدر الحياة، لعدك وفرة مقوماتها.. وقد جاء في الأثر أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: "لو كان الفقر رجلاً، لقتلته"..
وأما نعمة المال، فيحب على كل إنسان أن يراها عليه، مصداقاً لقوله تعالى: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا"... ولكن لا يولد الإنسان، وبفمه ملعقة من الذهب؟!.. إذن كيف نحصل على المال؟، وكيف تصبح وتكون ثرياً، كيف يصبح غنياً؟...
إن الإنسان المسلم، قادر على تحقيق الغنى ورفاهية العيش، وقادر أن يصبح مسلماً، فالما هى اسباب التي تجلب الثراء والرزق له؛ موجودة حتماً في كتاب الله عز وجل. ولكن كل ما عليه فهم تلك النصوص وتطبيقها..
- أولاً:استغفار الله -سبحانه وتعالى- دائماً، وفي كل وقت وحين، فهو جل جلاله من قال: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً*يرسل السماء عليكم مدراراً* ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا"، لذلك كل ما عليك فعله أيها الإنسان، أن تكثر من الاستغفار، والله سبحانه سيرزقك..
- ثانياً:التصدق والإنفاق في سبيل الله سبحانه: فإن الصدقات؛ تبارك المال ولا تنقصه، فقد قال (صلى الله عليه وسلم) : "ما نقص مال عبد من صدقة"، كما أن الله سبحانه يأمر ملائكته، فينزل إثنان كل يوم إلى السماء الدنيا، فيقول أولهما: " اللهم أعط منفقاً سلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً "، فلا تكن من الذين يبخلون بالبر والإحسان، وكن يا ابن آدم من المنفقين، حتى يبارك الله لك مالك ورزقك، فتكون من الأثرياء بإذن الله.
- ثالثاً: صلة الرحم: فإن هذه العبادة العظيمة؛ تجلب الرزق والخير الكثير على الإنسان، فتبارك في عمره ورزقه، ولقد صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حينما قال: "من أحب أن يبسط له في رزقه، أوينسأ له في أثره، فليصل رحمه".. فلا تقطع الرحم، وصلها دوماً تنعم بالبركة ونعمة الثراء بإذنه تعالى.
- رابعاً: شكر الله سبحانه على نعمه: فالله تعالى صاحب هذه النعم عليك، فلا بد من شكره، حتى يبارك لك فيه، ويزيد الخير عليك. وكلنا نعلم قصة الأعمى والأقرع والأبرص، حينما وهب الله لهم النعم، فجحد اثنان منهما، وشكر الأعمى لهذه النعمة، فأخذ النعمة سبحانه من الجاحدين، وبارك للذي شكر.. قال تعالى: "ولئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد"
- خامساً: طاعة الله عز وجل بتقواه، وترك المحرمات: قال تعالى: "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً"، فمن راقب الله، اتقاه وأدى الطاعة كما يحب الله ويرضى، يحبه الله ويرضيه، ويعطيه ما يريد من خير ونعم، وأما التقوى فتكون: بالخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.
إن كنت تحب أيها الإنسان أن تكون ثرياً، فاعمل بذلك، تصبح من أثرى الناس.. وتنعم بالرضا والسعادة في الدارين.. فهيا بادر وكن من السابقين، للوصول للثراء.