يعد الحج أحد أركان الإسلام، وإحدى الشعائر الدينية التي كانت موجودة قبل الإسلام، لكنهم ابتدعوا فيها، وغيروا المناسك الصحيحة التي شرعها لهم ربهم. فرض الله تعالى الحج على المسلمين في السنة 9 للهجرة، يؤديه المسلم القادر مرة واحدة في العمر، ومن زاد عليها فهو تطوع منه. حج النبي- عليه الصلاة والسلام- في السنة 10 للهجرة حجة الوداع، وبين المناسك للناس، وخطب فيهم خطبته الشهيرة.
قال تعالى: "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج". فللحج أركان وسنن وواجبات وآداب وشروط، كأي فرض آخر. فيشترط في الحاج أن يكون مسلماً بالغاً عاقلاً حراً قادراً. أما الركن فهو: ما لا يتم الشيء إلا به، ومن تركه بطل حجه . وأركان الحج هي الإحرام، والوقوف بعرفة، وطواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة. والإلتزام في فعلها بالترتيب شرط لصحتها. فالإحرام مقدم على جميع الأركان، وهو نية أداء الحج، ووقته أشهر الحج، ومكانه المواقيت التي يحرم منها الحاج. ولكل بلد ميقات. أما الإحرام من الميقات المعتبر شرعاً؛ فهو واجب من واجبات الحج، وترك الواجب لا يبطل الحج لكنه يعوضه بدم شاة أو غيره تذبح وتوزع على الفقراء في مكة. ويعد الغسل من آداب الإحرام.
ومن ثم يأتي الوقوف بعرفة لقول النبى- صلى الله عليه وسلم - : "الحج عرفة"، وذلك فى اليوم التاسع من ذى الحجة إلى أن تغيب الشمس، فإذا لم يتمكن من ذلك يستطيع أن يقف فى أى ساعة من الليل قبل طلوع الفجر حتى وإن كان ماراً بعرفة فيجوز، وفي اى مكان وقف من عرفة أجزأه؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلّم- : "وقفت ههنا وعرفة كلها موقف". أما الوقوف بعرفة إلى الغروب لمن وقف نهاراً، فهي من واجبات الحج؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم- وقف إلى الغروب وأمرنا بأخذ المناسك عنه .
وطواف الإفاضة ركن ثالث، يأتي به الحاج بعد الوقوف بعرفة ومزدلفة لقوله سبحانه :" ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق"، ووقع الخلاف بين العلماء في وجوب الدم على من أخره عن أيام التشريق أو شهر ذي الحجة .
وآخر ركن من أركان الحج هو السعي بين الصفا والمروة، وهذا السعي هو سعي الحج ، سبع أشواط بادءاً بالصفا منتهياً بالمروة، ووقته بالنسبة للمتمتع بعد الوقوف بعرفة ومزدلفة وطواف الإفاضة ، وأما القارن والمفرد فلهما السعي بعد طواف القدوم.
إن الحلق والتقصير من واجبات الحج؛ حيث فضل النبي – صلى الله عليه وسلم - المحلقين على المقصرين، وكذلك المبيت بمزدلفة ليلة النحر، والمبيت بمنى ليالي أيام التشريق واجب، كما أن رمي الجمار واجب، وفيه ذكر لله تعالى وهي: جمرة العقبة يوم العيد، والجمرات الثلاث أيام التشريق. وآخر واجبات الحج هي: طواف الوداع .
وما عدا هذه الأركان والواجبات من أعمال الحج، فهي سنن، والسنة: ما يؤجر المسلم على القيام بها اقتداء بالرسول- صلى الله عليه وسلم-، ولا يؤثم من تركها. ومن سنن الحج : المبيت بمنى في اليوم الثامن ، وطواف القدوم ، والتلبية، وقول الأدعية الواردة عنه -عليه السلام-، وغير ذلك من السنن التي يستحب للحاج أن يفعلها. فالحج المبرور جزاؤه الجنة.