اللغة العربيّة هي واحدة من أكثر اللغات التي يتحدث بها من مجموعة اللغات السامية كلها، وهي واحدة من أكثر لغات العالم انتشاراً، وهذه اللغة يتحدّث بها عدد من الشعوب المختلفة، والذين يزيد عددهم على 422 مليون نسمة، ومما زاد من أهمية وفائدة هذه اللغة أن العبادات الإسلامية لا تتم إلّا بها، وهذا الأمر جعل كل مسلمي العالم مضطرون أن يتعلموا هذه اللغة ولو على مستوى حفظ الأصوات والكلمات وعبارات القرآنية دون فهم معناها من أجل أن تتم العبادات وخاصة عبادة الصلاة، وكل هذا يدل على عظمة هذه اللغة العظيمة التي لا ترتقي إليها أية لغة في العالم فهي لغة مقدسة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. تعتبر اللغة العربية لغة رسمية في العديد من دول العالم غير العالم العربي وهي أيضاً واحدة من اللغات الست التي اعترفت بها الأمم المتحدة والتي تصدر وثائقها بها.
هناك عدد من الآراء التي تؤرخ لأصل هذه اللغة العظيمة، فهناك من قال من المختصين أن اللغة العربية لغة قديمة جداً وهي التي كانت لغة أبو البشر آدم في الجنة التي كان فيها، وهناك من المختصين من قالوا أن اللغة العربية أصلها يعود إلى يعرب بن قحطان فهو أول شخص تكلم بهذه اللغة، وهناك رأي ذهب إلى أن أول من تكلم بهذه اللغة هو إسماعيل بن إبراهيم – عليهما الصلاة والسلام -.
قبل مجيء الإسلام وبعثة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – كان هناك العديد من اللهجات العربية واللغات العربية أيضاً، ولكن القرآن العظيم نزل بلغة قريش، فتوقف العمل بباقي اللغات مع مرور الزمن، وأصبحت دراسة اللهجات القديمة العربية المندثرة بمثابة مضيعة للوقت بالنسبة للمختصين اللغويين، لهذا فاللغة العربية الحالية هي لغة القرآن وهي لغة قريش، مع الاعتراف بوجود لغات ولهجات عربية أقدم من عربية القرآن الكريم، وهذا من فضل القرآن الكريم على اللغة العربية، فهو الذي وحدها بعدما كانت متعددة وهو الذي حفظها من الاندثار، لأن القرآن الكريم هو المرجع اللغوي والديني أيضاً. وهناك رأي ذهب إلى أن مكة المكرمة بقريش كانت المرجع الرئيسي للغات العرب ولهجاتهم المتنوعة، فقد كانوا يعرضون لغاتهم ولهجاتهم على لهجة قريش، وكانت قريش هي التي تقرر اللغة أو اللهجة التي ستبقى أو التي ينبغي إدخال تعديلات عليها، وإن صح هذا القول فهذا يعني أن لهجة قريش هي التي كانت مهيمنة على باقي لهجات العرب في شبه الجزيرة العربية حتى قبل مجيء الإسلام.