تعد الكتابة من الأمور التي يلجأ إليها الإنسان لتوصيل فكرة معينة، أو للتعبير عن مشاعر معينة، فتكون بذلك الكتابة بمثابة التوثيق لما نود قوله أو توثيقًا للفكرة التي نود توصيلها لأكبر قدر ممكن من القرّاء.
وتعتبر الكتابة بشكل قوي وسليم مرحلة متقدّمة ومهارة كبيرة يتمتّع بها الإنسان صاحب الثقافة والقدرة على الكتابة بأسلوب جميل؛ لذلك يقال عن الكتابة إنّها مرحلة تأتي بعد سنوات طويلة من القراءة والاطّلاع وتحسين اللّغة. كما أنّ لكتابة موضوع ما لا بد وأن يكون الإنسان على إطّلاع بطرق وخطوات بناء الموضوع، والمراحل التي يمر بها، لكي يكون الموضوع فيما بعد موضوعاً قيّماً ذو فائدة للقارئ.
إنّ تحديد الكاتب لعنوان الموضوع بدقّة عالية وبشكل غير معقّد يتيح للقارئ التنبّؤ من خلال العنوان ما الذي سوف يجده في الموضوع عند قراءته، وبالتّالي يحدّد مدى استفادته من قراءة مثل ذلك الموضوع، يلي ذلك تحديد الكاتب للفئة المستهدفة من كتاباته، إذ أنّ تحديد القارئ يفيد في تحديد الألفاظ والمعاني والفقرات، فما يتم كتابته للأطفال بالتّأكيد ليس كالذي يكتب للكبار حتى وإن كان الموضوع واحداً.
يبدأ بعدها الكاتب بكتابة موضوعه وذلك بمراعاة أن يشمل الموضوع على العناصر الرئيسيّة لأي موضوع كالمقدّمة والمضمون والخاتمة، حيث يبدأ الكاتب بمقدّمة الموضوع والتي عادةً يجب أن يراعي فيها الكاتب أن تكون مقدّمة قصيرة ومشوّقة وتمهّد لمضمون الموضوع، بحيث يكون القارئ بعد انتهائه من قراءة المقدّمة قد كوّن فكرة عامّة عن مضمون الموضوع الذي سيواصل قراءته.
يأتي بعد ذلك مضمون الموضوع والذي يجب أن يراعي فيه الكاتب تسلسل الأفكار، وأن يكتبه في فقرات بحيث تدل كل فقرة على فكرة معيّنة في الموضوع وتمهّد كل فقرة للفقرة التي تليها، إلى أن يصل الكاتب لى الخاتمة والتي يراعى فيها أن تكون عبارة عن تلخيص لكل ما احتواه الموضوع بأسلوب سلس وبسيط، كما ويفضّل أن يضع الكاتب فيها توصية معيّنة ليستطيع القارئ أن يبني على الموضوع موضوعات أخرى مثلًا، أو يبني عليه فكرة معيّنة يمكن تطبيقها، ويفضل أيضاً أن يضع الكاتب رأيه في نهاية الموضوع كنوع من أنواع مشاركة الكاتب للقارئ.
بالإضافة إلى كل ما سبق، يجب ألّا ينسى الكاتب أنّ من عناصر قوّة الموضوع هو ما يحتويه من شواهد وأمثلة وبراهين تعمل على تقوية وتنمية الفكرة التي يريد أن يوصلها الكاتب لقرائه، بالإضافة إلى استخدام اللّغة السّليمة والمحسّنات اللّغوية والصّور البلاغيّة قدر الإمكان ليجد القارئ المتعة في قراءة الموضوع ولكي لا يصاب بالملل.
كما ويفضّل من الكاتب ألّا يلجأ إلى الكتابة إلا بعد الإطّلاع على ما كتبه غيره في نفس الموضوع، فيتجنّب التّكرار في أفكاره، وهذا لا يكون إلّا إذا بحث الكاتب كثيراً عن موضوعه، واعتمد على أكثر من مرجع لتطوير الفكرة التي يود الحديث عنها. وعند انتهائه من الكتابة يفضّل أن يقوم الكاتب بتقمص دور القارئ فيقرأ ما كتبه ويقوم بالتّعديل إن لزم الأمر والتّفصيل أن تطلب الموضوع ذلك وهذا ما يعرف في مهارات الكتابة "بالمراجعة النهائية".