خالد بن الوليد الصحابي الجليل الذي ترك بصمات رائعة من بطولات وانتصارات ومواقف مشرفة في التاريخ الإسلامي، خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي سيف الله المسلول السيف الذي استله الله ليمكن هذا الدين وينشره في الأرض. لخالد بن الوليد سيرة مشرفة وصفحات مليئة بالانتصارات والفتوحات، لم يعرف الهزيمة يوماً، حتى قبل إسلامه فقد كان يحقق الانتصارات منذ أن أصبح فارساً حتى أنه هزم المسلمين في غزوة أحد قبل أن يدخل الإسلام، لذلك كان إسلامه نصراً وعزاً وفخراً للإسلام والمسلمين، فقد أعز الله الإسلام بإسلامه.
كان خالد بن الوليد رضي الله عنه من أمهر الرجال ، وأكثرهم دهاء في ذلك الوقت ، وعلى الرغم من أنه أسلم في وقت متأخر ، إلا أنه حضر أغلب الحروب مع النبي صل الله عليه وسلم ، وكانت حنكته في الحرب تفوق العدد الكبير من الرجال ، حتى سمي فيما بعد بسيف الله المسلول الذي اصطفاه الله ليكون بجانب النبي صل الله عليه وسلم في حربه على الكفار والكافرين ، واستطاع أن يكون خير قدوة للكثير من الرجال الذين أسلموا بعده لآنهم عرفوا أن الدين الاسلامي بدأ ينتشر بصورة واضحة ، وأصبح بالنسبة للأمة الدين الأوحد والقيم الذي لا يعلو فوقه دين ، ولا يستطيع أحد من الرجال مهما بلغت قوتهم أن يسيطروا على انتشاره ، مهما كلف الأمر .
اعتنق خالد بن الوليد الإسلام بعد صلح الحديبية وكان إسلامه انتصاراً حقيقياً للإسلام حيث شارك المسلمين في فتوحاتهم وغزواتهم في عهد رسول الله، ومن أهم الغزوات التي شارك بها في عهد الرسول غزوة مؤتة وفتح مكة، وغيرها من الغزوات في عهد الخلفاء.
لم يكن خالد بن الوليد شخصية عسكرية فقط بل كان إنساناً اجتماعياً حرص على تكوين عائلة إسلامية، تزوج خالد بن الوليد ابنة أنس بن مدرك الأكلبي الخثعمي وأنجب عدداً لا بائس به من الأطفال ومنهم سليمان بن خالد الذي قتل أثناء فتح مصر، والمهاجر الذي قتل يوم صفين وهو يقاتل في صف علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وعبد الرحمن الذي كان والياً على حمص في عهد الخليفة عثمان بن عفان، والذي شارك في يوم صفين في صف معاوية بن أبي سفيان، والذي شارك أيضًا في حصار الأمويين للقسطنطينية بين عامي 674م و678م.
خالد بن الوليد كان خير مثل للقائد والجندي قضى حياته في خدمة الدين الإسلامي ماضياً على فرسه حاملاً سيفه ناشراً للاسلام هازماً للطغيان، لم يعمل من أجل الحصول على منصب أو جاه بل عمل من أجل مرضاة الله، لذلك عندما عزله عمر بن الخطاب عن قيادة الجيش خوفاً من فتنة الناس به لم يقل شيئا بل انضم إلى الجنود تحت راية أبو عبيدة عامر بن الجراح وأحد مقدميه، ثم انتقل إلى حمص حيث عاش لأقل من أربع سنوات حتى وفاته ودفنه بها سنة 21هـ / 642م.