إن المفهوم وتعريف ومعنى العالمي الحديث للسياحة اليوم، يعتبرها من أهمّ الصناعات الحديثة، التي تساهم لدرجة كبيرة في الدعم الكبير لاقتصاد البلاد، بالرّغم من أنها تعتبر من الصناعات الواعدة، إلاّ أنها قد حققت شأن كبير في أغلب بلاد العالم، وتقوم السياحة في وقتنا الراهن بدعم الدخل القومي لبعض البلدان على سبيل المثال لا الحصر ( لبنان، فرنسا، الإمارات..... ) وهنالك الكثير من البلاد التي يكون مصدر دخلها معتمداً بالمطلق على السياحة.
وتزيد السياحة من شأنّ إعلاء اسم البلد الذي تدعمه عن طريق وسائل الأعلام كافّة، حيث نجد أن الدعاية التي تقوم على الترويج للسياحة لبلد ما، من شأنها أن تعرّف العالم على تاريخ البلد وجغرافيّته، وما إلى هنالك من صناعات مختلفة يشتهر بها وزراعات وآثار، فيأتي مفهوم وتعريف ومعنى تدعيم اسم البلد للزائر القادم، وفق اجمل وافضل صورة وأبهاها.
ارتبطت الكثير من الصناعات باسم بلد بذاته، وكل ذلك قد تحقّق بفضل السياحة ودعمها، فنجد شهرة السجاد الإيراني ذائعة الصيت، وأيضاً الساعات السويسريّة هي هدف السائع الأول إلى سويسرا لاقتنائها، وورق البردي المعروف في مصر، هو أول ما يحمله معه السائح من مصر فرعونية التاريخ والتراث، وما التمور العراقيّة إلى هدية تحمل قبل كل من زار العراق ليصطحبها لبلده ويهديها لأحبائه، ولا ننسى الموزاييك الذي تشتهر به سوريا فهو أول ما يقوم بشرائه السائح إلى هذا البلد، وما إلى هنالك من صناعات تشتهر فيها وتنفرد أغلب البلاد، حيث تساهم الصناعة في تصدير أغلب المنتوجات دون الحاجة لدفع أجور شحن ومعاملات تجاريّة.
إنّ السياحة تساهم بقدر كبير في تنمية البلاد إن كان بشكل مباشر أو غير مباشر، فتدعم كل قطاعات البلد أكانت صناعية أم تجارية أم زراعيّة، وبذلك تساهم السياحة بإدخال العملة الصعبة إلى البلد، لترفع من شأن ميزانية البلد، وقد أتت بعض الدراسات لتبيّن بأنّ السّائح ينفق على شراء الهدايا ما يعادل من ميزانيته الثلث، مما جعل للسياحة دور كبير في دعم وتشجيع القطاع العمراني للدولة، حيث رفدت الحركة العمرانية بوافر النقد، لزيادة التنمية، ونجد ذلك الأمر بشكل ملموس خاصّة في المناطق الصحراوية التي تمّ استصلاحها وأيضاً عمرانها بشكل كبير ولافت.
إنّ السياحة في الدولة هي كثروة حقيقيّة طبيعيّة، فهنالك مقولة دارجة تصف السياحة بأنها ( بترول من لا بترول له )، لذلك نجد أغلب البلاد التي لا تحوي ثروات باطنية، تعتمد على ثروتها السياحيّة بشكل كبير، يبقى أن نشير إلى دور السياحة في تقريب الشعوب بين بعضها البعض، حيث يكون التبادل الثقافي والمعرفي هو الدائر بين البلدان، ويكون الهدف هو التقارب ونشر السلام.