مفهوم وتعريف ومعنى التعبير عن الذات

ذات الإنسان هي نفسه وكيانه خاصته، وهي كل المعاني الحسية وغير الحسية التي تختزن في كيانه، وهذه الذات تحتاج إلى طريقة يعبر بها صاحبها، تحتاج إلى مرآة تعكسها بصدق، وهناك اختلاف بكل تأكيد بين الناس في التعبير عن الذات، وهذا الاختلاف مرده إلى ما يريد كل منهم أن يعبر عنه، وإلى درجة ما يسمح به من إفصاح، بل يتعدى ذلك إلى درجة الصدق التي يتمتع بها، والصراحة التي يتحلى بها، وإلى عوامل أخرى تحت مسميات متعددة، قد تكون أمنية، أو تكتيكية أو لمجرد هوى النفس، وفضولها.

• الصراحة والصدق، والشفافية التامة، فهؤلاء استوى عندهم الظاهر مع الباطن، وسلموا أمورهم مطلقا للقدر، فلا يوجد ما يخافون عليه، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى،لا يوجد لهم من الاهتمامات ما يدفعهم إلى الغموض في التعبير، أو ضبابيته، فكل الأمور لديهم سواء.
• الغموض والضبابية، وهؤلاء قسم تعددت اهتماماتهم، وتلونت مآربهم، وتعقدت سبل عيشهم، وقمعوا في صغرهم، فيلجؤون إلى نوع غموض وضبابية في التعبير، لإيصال أكثر من رسالة، وأكثر من وجه لهم، وهؤلاء منهم من يغلب عليه صفة النفاق، ومنهم من له نزعة هوى جارفة وفضول بحثي عبثي أحيانا.
• الحيطة والحذر أحيانا، وهؤلاء رسالتهم في الحياة واضحة، مآربهم كذلك، ولكنهم يحتاجون إلى حيطة لها دواع ودوافع قد تكون أمنية أحيانا، أو تكتيكية في تعبيرهم عن الذات، فيكونون صريحين أحيانا، وأحيانا أخرى يعتريهم الغموض.
• الارتجالية الجارفة، والانفلات من كل القيم، وهؤلاء ينعدم منطق الرقابة الذاتية لديهم فيما يعبرون به عن ذواتهم، وتغلب عليهم صفة العدوانية والعنف، فلا وزن لديهم لما يتكلمون به، فيستوي لديهم الكلام من عدمه.

• الكلام واضح الدلالة على المعنى المراد.
• الإيماء بالحركة أحيانا، وذلك في حالات محددة، عندما يراد تخصيص الرسالة بين جموع من الناس، ولا تصل إلا للطرف المقصود وهذه قد تكون مذمومة، وقد تكون محمودة، بحسب طبيعة هذه الرسالة.
• الكتابة، وهي طريقة ممتازة في التعبير عن الذات، وتتعدد طرائقها، كالمقالة والتقرير، والخاطرة، والقصيدة والرسالة، والوصية باختصار تشمل كل ما يريد أن يعبر به الإنسان عن ذاته من خلال الكتابة.
• الرسم، وهو من الوسائل الرائعة في التعبير عن الذات، فالفن يعكس ذات صاحبه، ويعبرعن نفسيته، ومنه أيضا الرسم الكاريكاتوري المعبر، وهذه طريقة رائعة مختصرة في النقد السياسي والاجتماعي.
• اللعب، ولا سيما الأطفال، فاللعب محطة مهمة في تعبير الطفل عن ذاته وتتعدد أشكاله، كاللعب في التراب، والرمل، والمجسمات التشكيلية (ليغو)، واللعب من خلال الدمى، ولعب الكرة، وغير ذلك، فهذه كلها تسهم بدرجات متفاوتة في التعبير عن الذات.
• الغناء والنشيد، وهي من الوسائل الرائعة في التعبير عن الذات.
• التمثيل، وفيه أيضا متسع جميل للتعبير عن الذات.

• الاندماج مع المجتمع بشكل جيد.
• كسب محبة الناس، وثقتهم.
• وصول الرسالة المرادة من التعبير بشكل صريح وواضح.

• إيجاد حاجز بينه وبين المجتمع من حوله.
• كسب نفور الناس منه، وبغضهم له.
• تعطل مصالحه في كثير من الأحيان.
• وصول رسالته مشوهة للناس وعدم فهم مراده.
• تسميم العلاقات الاجتماعية، وتقطيع أواصر المحبة.

يمتلك كل إنسان قدرة معينة في التعبير عن الذات، وهي تختلف من إنسان لإنسان ، وكلما كان الإنسان صادقا في تعبيره عن ذاته كان أكثر انسجاما مع أقرانه، ونجح في إيصال رسالته، وكلما اكتنفه الغموض في التعبير عن الذات عاش بعزلة عن الناس والمجتمع من حوله.