منذ القدم والإنسان يحاول أن يعمل كل شئ بيده، يصنع ويغزل ونسج ويزرع ويحصد ويبني ويعمر ويتاجر ويأكل ويشرب، ومع تقدم العلوم على مستوى السنين، وتقدم المهام التي أصبح واجباً على الإنسان تأديتها، أصبح العمل اليدوي صعباً في بعض الأحيان نظراً لصعوبة العمل أو لدقته العالية التي لا تتوفر في بعض الأحيان في العمل اليدوي، لذلك عمل الإنسان على التفكير في وسائل يستطيع بها الاستغناء عن تواجده للقيام بهذه الأعمال، فاخترع الآلات والأدوات التي تساعده على ذلك، ومع كل هذا بقي في بعض الاحيان غير قادر على القيام ببعض الأعمال بيديه أو باستخدام الآلات التي اخترعها، لذلك لجأ إلى صناعة آلات ذكية يستطيع التحكم بها عن بعد أو مبرمجة للقيام بمهام دقيقة وحساسة.
فالروبوت هو تلك الآلة التي تستخدم في للقيام ببعض الوظائف الدقيقة والحساسة التي لا يستطيع الإنسان القيام بها، نظراً لعدم إماكنية تواجده في المكان أو للدقة العالية التي تحتاجها هذه المهام للقيام بها. فلقد حل الروبوت بديلاً للإنسان في عدة مجالات واستطاع القيام بعدة وظائف على أكمل وجه عن طريق تصميم الآلة وبرمجتها لتستطيع تأدية الوظيفة التي صممت لأجلها، فمثلاً حل الروبوت بديلاً للإنسان لإجراء العمليات الجراحية المعقدة، ويستخدم أيضاً لأغراض نزع وتفكيك الألغام والتي تمت زراعتها خلال الحروب والفترات الاستعمارية، كما يستخدم في الالبحث عن الموارد الطبيعية، وفي الغوص إلى أعماق البحار للاستكشاف، عدا عن استخداماته العسكرية، وفي تأدية المهام، والتجسس، وفي الصناعة خصوصاً في المصانع التي تصنع المنتجات الدقيقة والحساسة والخطرة والتي تحتوي على بيئات لا تناسب طبيعة الإنسان، عدا عن استخداماته في الترفيه، والخدمة. كما تجدر الإشارة إلى أن هناك علماً خاصاً يدعى علم الميكاترونكس يبحث في تطوير الروبوتات وصناعتها لتوائم كافة المتطلبات والاحتياجات البشرية.
لم يخل خيال الإنسان من التفكير في الرجال الآلية، فلقد دارت العديد من القصص في الأفلام والروايات وقصص الأطفال حول الرجال الآلية (الروبوتات) فبعضها قد أتى من الفضاء غازياً الأرض، وبعضها يمتلك ذكاءً خارقاً وبعضها يتحول من شكلٍ لآخر والبعض الأخر يلعب والبعض الأخر يستأنس به الإنسان. مما دفعه للتفكير فعلياً في تحويل هذه الأفكار إلى الحقيقة واستخدامه في مجالات متعددة، فقد تم تصنيع روبوتات بدرجة عالية من الدقة وبكافة الأشكال فبعضها يلعب وبعضها يؤدي مهام صعبة وبعضها اتخذ أشكال حيوانات معينة وغيرها العديد من المهام، ولكن الإشارات تننبئ بأن الروبوتات ستلعب أدواراً اكثر فاعلية في المستقبل.