أعمام الرسول – صلى الله عليه وسلم - تسعة وهم العباس بن عبد المطلب وحمزة بن عبد المطلب وعبد مناف بن عبد المطلب والمشهور بأبي طالب والزبير بن عبد المطلب والحارث بن عبد المطلب وحَجل بن عبد المطلب وضرار بن عبد المطلب والمقوّم بن عبد المطلب وعبد العزى بن عبد المطلب والمشهور بأبي لهب، أما عماته – صلى الله عليه وسلم – فهنَّ صفية بنت عبد المطلب وأم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب وعاتكة بنت عبد المطلب وأروى بنت عبد المطلب وبرة بنت عبد المطلب وأميمة بنت عبد المطلب.
صفية بنت عبد المطلب: هي أشهر عمات الرسول – صلى الله عليه وسلم -، ولدت – رضي الله عنها قبل الهجرة النبوية الشريفة بثلاثة وخمسين عاماً وتوفيت بعد الهجرة بعشرين عاماً، وهي شقيقة عم الرسول – صلى الله عليه وسلم – لأبيه وأمه وأم الصحابي الجليل الزبير بن العوام – رضي الله عنه وأبوها هو سيد البطحاء سيد قريش عبد المطلب بن هاشم أما أمها فهي هالة بنت عم آمنة بنت وهب أم الرسول الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم -، فهي تجمع الشرف من كافة أطرافه.
أسلمت صفية بنت عبد المطلب – رضي الله عنها -، قبل الهجرة مع أخيها حمزة بن عبد المطلب وابنها الزبير بن العوام، شهدت الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة المنورة وكانت من أولئل المهاجرات المسلمات. ولها موقفان عظيمان عرفت بهما الأول خروجها مع المسلمات في غزوة أحد وذلك لسقاية المسلمين ومداواة الجرحى وبري السهام، فلما شاهدت ما حصل من انهزام للمسلمين وتخاذلهم عن حماية رسولهم – صلى الله عليه وسلم -، وقفت مدافعة عنه برمح أخذته من مقتول كان قد غرز في صدره، فلما رآها الرسول – صلى الله عليه وسلم -، أشفق عليها وجعل ابنها الزبير بن العوام ينحيها حتى لا ترى ما فعل بأسد الله حمزة بن عبد المطلب – رضي الله عنه-، أما الموقف الثاني فهو في غزة الخندق عندما وضع الرسول –صلى الله عليه وسلم- النساء والأطفال في الحصن وجاء اليهودي الغادر إلى الحصن متسللاً وهوت على رأسه بضبة أردته قتيلاً، فقطعت رأسه وألقته بين أيدي أصحابه الذين كانوا ينتظرون خارج الحصن ليروا هل ترك الرسول – صلى الله عليه وسلم – الحصن بدون حماية أم أن فيه رجالاً للحماية، فعادوا أدراجهم فزعين مرعوبين. وكانت رضي الله عنها إلى جانب ذلك ذات منطق فصيح وشاعرة مفوهة لها مرثيات في رثاء أخيها حمزة بن عبد المطلب وفي رثاء النبي – صلى الله عليه وسلم -.